كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

فقال: نعم يا بنية، أهب لك فرسا، فقالت الرابعة:
أهمام بن مرة حن قلبى إلى شئ. . . . . . . . . . . .
فلما صرحت بالمراد عرف ما يردن وزوجهن جميعا.
وقد سبق موقف بنت الرجل المسيحى التى حبب أبوها لها عدم الزواج كما
قال بولس، وكم للنساء من حيل فى الزواج بمن يردن. ورفض من لا يردن، حتى
تلث الواحدة منهن إلى ادعاء أن " حبيبها " عاشرها وخملت منه حتى يوافق
أبواها على الزواج، والحوادث القد يمة والجد يدة فى ذلك كثيرة.
ومن كلام الحكماء: من حماقات الرجال أنهم ما يزالوان يطاردون النساء،
والواقع أنهم لو تريثوا وقتا كافيا لطاردتهم النساء.
هذا الذى حكيناه للطرافة يدل، مع الواقع الملموس، على أن الزوا! سنة
طبيعية وضرورة جنسية هى أحسن وسيلة لاستغلال الشهوة فى المنفعة الشخصية
والاجتماعية، ولهذا كان الزواج حصنا من السوء كما قال الحديث " فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج)) وكان أيضا مما تهواه قلوب الصالحين لمعانيه السامية
الأ خرى، كان الجنيد (1) يقول: أحتا! إلى الجماع كما أحتا! إلى القوت. وكان
ابن عمر يفطر من صيامه على الجماع ليتفرغ قلبه للعبمادة، ووصفه ابن عباس
لشاب أعزب خاف على نفسط الزنى، حتى لو ث إلى نكا! الأمة، والإنسان
مخلوق ضعيف لا يستطيع أن يحمل مالا طاقة له به كما قال قتادة فى تفسير
قوله تعالى: "ربنا ولا تحملنا ما لا طماقة لنا به " إنه هو الغلمة أى الاشتياق إلى
النكاح. وكما قال عكرمة ومجاهد فى قوله تعالى (وخلق الإنسان ضعيفا) أطى
لا يصبر على النساء، وفى نوادر الشفسير عن ابن عباس فى قوله تعالى (ومن شر
غاسق إدا وقب) قال قيام الذكر، وإن كان البعض يشك فى هذه النادرة من نوادر
__________
(1) عالم صوفى توفى 97 2 هـ.
132

الصفحة 132