كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
على كاهل الزوج، الذى يحصر أنه بالزواج كسفينة ليمست من الإحكام بالقدر
الذى يمكنها من أن تشق طريقها إلى شاطئ الأمان، فإن أقدم على الخاطرة
وعصفت به الأ نواء، فهو إما أن يستسلم إلى الفقر فيزيد المشاكل الا قتصادية
والاجتماعية، ويخرج إلى المجتمع جيشا متعطلا ليس عنده استعداد لتحمل
المسئوليات، وإما أن يكد ويجتهد ليجمع ما يعيش به مع أسرته الثقيلة، وقد
يلجئه هذا الكد إلى طرق غير مشروعة، يزيد بها جرائم المجتمع.
ومثل هذه الحالة جعلت بعض الناس لا يقدمون على الزواج حتى تتهيأ لهم
الظروف المناسبة، ولا يرضون أن يكونوا كمن قيل فيهم:
لن يسع الفأرة جحرها علقت المكنس فى ذيلها
ولهؤلأ عذرهم، فالله يقول (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى
يغنيهم الله من فضله *! أ النور: 33،. والرسول عليه الصلاة والسلام شرط عند
ندائه للشباب أن يتزوج، أن توجد الباءة كما تقدم، ولهت ا لم يرض أن شزوج
رجل لا لجد صداقا إلا ثوبه الذى يدفعه للزوجة ويبقى هو عاريا " الزبيدى جى3
ص 238. زاد المعاد لابن القيم ".
جاء فى إحياء علوم الدين أن سفيان بن عيينة رؤى على باب السلطان
فقيل له: ما هذا موقفك فقال: وهل رأيت ذا عيال أفلح. وكان سفيان يقول:
يا حبذا العزبة والمفتاح ومسكن تخرقه الرياح لا صخب فيه ولا صياح
وجاء فى هذا حديث ضعيف كما نصعليه الحافظ العراقى. وذكره
القرطبى فى تفسيره "! 0 1 ص 361" فقال: ذكر على بن سعد عن الحسن بن
واقد قال: قال رسول الله ءي! " إذا كانت سنة ثمانين ومائة فقد حلت لأ متى
العزبة والعزلة والترهب فى رءوس الجبال ".
وذكر أيضا على بن سعد عن عبد الله بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن
الحسن يرفعه إلى رسول الله! قي " يأتى على الناس زمان لا يسلم لذى دين دينه،
134