كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

المجتمع الإنسانى، إلى جانب الفوائد الجمة التى يجنيها الفرد ويجنيها المجتمع كله
من الزواج كما تقدم توضيحه، وهو أمر له وزنه عند الله إذ هو 1 متثال لأ مره فى
العمل لتحقيق خلافة الإنسان فى الأ رض. لا يحجم عنه إلا من لم يجد عنده
الاستعداد الطبيعى له، قيل لإبراهيم ابن أدهم (1): طوبى لك فقد تفرغت
للعبادة بالعزبة فقال: لروعة منك بسبب العيال أفضل من جميع ما أنا فيه، فقيل لا
له: فما الذى يمنعك من النكاح؟ قال ما لى حاجة فى امرأة، وما أريد أن أغر امرأة
بنفسى. " الاحياء ".
ومن أجل هذه التبعات الاقتصادية والنفسية أعرض كثير عن الزواج،
وساعدهم على ذلك توفير مطالبهم خارج الأسرة، فى المطاعم والفناددتى
ومؤيسسات الخدمات المتنوعة، حتى الناحية الجنسية الرخيصة التى انزلق فى
مهاويها بعض من لا خلاق لهم، ومهما يكن من شىء فإن ذلك كله لا يفقد
الأسرة أهميتها أبدا، والذى ينصرف عنها يلازمه القلق مهما غالط نفسه.
ويحاول أن يجعلها فلسفة معقولة بتخلصه من تبعات جسام إلى تبعات ضئيلة
فى نظره.
نصح بعضهم أحد الأ باء أن ينتظر حتى يصبح ولده عاقلا فيزوجه، فأجابه
قائلا: لن أتبع نصيحتك، فإن ولدى إذا أصبح عاقلا فهو لن يتزو! أبدا (2) وهذا
صدى لما أح! به هذا الرجل فى زواجه من تعاسة.
ويقال أيضا: إن هنديا فقيرا تقدم إلى باب " جنة براهما " ليدخلها، فسأله
حارسها: هل تطهرت بالتكفير عن ذنوبك فى النار؟ فاجابه الرجل: كلا،
ولكننى كنت متزوجا. فقال الحارس: إذن فادخل، فلا فرق بين الاثنين.
هذه كلها تصورات عن الأسرة بهمومها الاقتصادية والنفسية، جعلت
الفاشلين يجصمونها بهذه التعبيرات الشعرية الخيالية. ("
__________
(1) صوفى توفى 0 16؟ و 162 هـ. ودفن فى صور.
(2) آخر صاعة 4/ 3 /953 1.
136

الصفحة 136