كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

وقد علل بعض العلماء 1 متناع عيسى عليه السلام عن الزواج، بانصرافه إلى
الدعوة وأعبائها، لأ نه يرى أن الزواج يقعد همته عنها، وهو بحاله أدرى، وعلى
شاكلته عمل كثير من أتباعه وكانت الرهبنة التى سبق الحديث عنها. وكان
موقفهم من المرأة عامة.
وبالمقابلة تظهر مزية سيدنا محمد كل!! فى ف لهذه الأعباء كلها، أ-عباء
الدعوة الجسيمة، وأعباء الحياة الأ سرية الواسعة، وناهيك برسول كان يأتيه الوحى
وهو فى فراش بعض زوجاته، توزعت جهوده، ولم يشغله حق عن حق، ولى
يقعد به جهاد عن جهاد، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
هذه تبعات معقولة فى الزواج، لا يجوز أن تصرف كل الناس عنه،
فكما قلت، لابد لكل تشريع من مزايا وتبعات، والحكم هو للأغلب منها،
فلتكن نظرة الإنسان إلى تبعاته نظرة فردية شخصية خاصة، ويقرر الا! صلح له بعد
الموازنة.
وإلى جانب هذه التبعات العامة. التى يسميها الغزالى وغيره افات، تبعات
خاصة لها ظروفها المحدودة المعينة جعلت صاحب هذه الظروف يؤثر عدم الزواج،
وليست كلها مما يوافق عليه الشرع، فبعض النساء تمتنع عن الزواج خوفا أن يقطع
معاشها الخصص للارامل، وقد تصبر على الوحدة وتصمد أمام نداء الغريزة
الجنسية، وفيه من المعاناة ما فيه، وبخاصة إذا كانت فى مقتبل عمرها. وقد تلب
إلى الزواج السرى إيمانا بصرورته الطبيعية، وهنا تستولى على أموال لا تستحقها
رسميا، فقد وقعت فى محظور، أو تلث إلى الطرق الأ خرى للاتصال الجنسى
التى لا يقرها دين، وهنا تكون الطامة.
و من الناس من يمتنع عن الزواج بعد موت زوجته حدادا عليها، أو تمتنع
هى بعد موته حدادا عليه وله صورة فى غير الإسلام عند الهنود، فالأ رملة لا
تتزوج وفاء لزوجها الأول كما تمليه العادات أو يأمر به دينها، وقد تترمل المرأة
وهى فى الخامسة من عمرها، لشيوع زواج الرجال المسنين بالصغيرات حتى قبل
138

الصفحة 138