كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

على أكتاف القاعدة، أو هى واحدة منها إن كانت هناك حرية واستقلال،
فالرئيس الذى يلقى عليه بعض المنادين بالإصلاح كل التبعة بالنسبة إلى المجتمع
فى صلاحه أو فساده، ما هو إلا فرد من أفهاد الا! مة نضأ فى أسرة، فإن كانت
تنضئته طيبة فإن ذلك سينعكسر على سلوكه أيا كان وضعه في المجتمع، حتى لو
تغلب على الحكم وأخذه بالقوة واستبد به، فهو أصلا فرد من أفراد شعبه.
والذ ين يصرخون من فساد الجهاز الحكومى فى دولة ما، ومن انحراف ممثلى
الأمة فى مجلس من المجالمس هم قوم يرون القذاة فى أع! ت غيرهم ويعيبونها، ولا
يحسون بالخشبة فى أعينهم ولا يبالون بها.
من الذى انتخب هؤلأ الممثلين للأمة فى المجلس، والذين ثان برأيهم
تكوين الحكومة؟ إنهم هم أفراد الشعب الذين فسدت تربيتهم فاختاروا غير
الصالحين ليمثلوهم، تأثرا بعلاقة نسب أو صداقة، أو بإغراء مادى أو أدبى. ولو
أنهم تربوا فى أسرهم ومعاهدهم على الصراحة وحرية الاختيار، وتقديم الصالح
المصتقيم لتمثيلهم فى المؤسسات والهيئات ما حدث ما يشكون منه ويصرخون.
صحمح أن صلاح القمذ له أثره الكبيو فى صلاح القاعدة، فالناس على دين
ملوكهم، وبخاصة إذا ثانت القمة متسلطة أو مستعمرة لا ممثلة للضعب ولكن
متى تكون القمة صالحة، إن لم ت! ن تربيتها الأولى تربية صالحة فى رحاب
الأسرة، وفى الفترة الأولى من التنشئة، ومن شب على شىء شاب عليه.
يأتى بعد هذا سؤال اخر: وهو أن المؤلفات فى الأسرة كثيرة، فما الذى
جعلك تنفق كثيرا من جهدك فى وضع صورة مما وضع غيرك؟
والجواب: صحيح أن المؤلفات كثيرة، ولكننى لاحظت عليها ما يأتى:
(أ) أن البحوث الحديثة فى الأسرة متناثرة لم يجمعها ثتاب واحد.
وكثير منها مقالات فى صحف أو أبحاث فى مجلات. أو أخبار تنقل إلى النامر
مكتوبة أو مسمو! ة أو مرشط.
(ب) أن كثيرا من الكتب التى ألفت خاصة بالأسرة ناقصة - من وجهة
14

الصفحة 14