كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
وذكر المنذرى أن ابن أبى الدنيا روى، ومن طريقه البيهقى، بإسناد جيد عن
محمد بن المنكذر أن خالد بن الوليد كتب إلى أبى بكرالصديق أنه وجد رجلا
فى بعض ضواحى العرب ينكح كما تنكح المرأة، فجمع لذلك أبو بكر أصحاب
رسول الله طلات واستشارهم، وفيهم على بن أبى طالب، فقال على: إن هذا ذنب
لم تعمل به أمة إلا أمة واحدة ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن نحرقه بالنار،
فاجتمع رأى أصحاب رسول الله ط! ور أن يحرق نجالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد
ابن الوليد أن يحرقه بالنار، فأحرقه (1). وقال القرطبى: ثم أحرقهم ابن الزبير فى
زمانه، ثم أحرقهم هشام بن عبد الملك، ثم أحرقهم خالد القسرى بالعراق.
وعند الضيعة الإمامية يقتل الفاعل والمفعول إذا كان بالغا عافلا، والإمام
مخير فى الموقب بين قتله ورجمه وإلقائه من جدار وإجراقه. ومن لم يوقب فحده
مائة على الأصح ولو تكرر مع الحد قتل فى الرابعة على الأ شبه. (الختصر النافع
للحلى ص 218).
وعندهم لو فجر بغلام أو رجل حرم عليه أمه وأخته وبنته. لا فرق فى
الفاعل والمفعول به بين الصغير والكبير " الدين بين السائل والمجبب للاحقافىص
58 " الموقب - المولج، وقب الشئ أى دخل وأوقبه، أى أدخله فى الوقب وهو كل
نقر أو ثغرة فى الجسد، ويقال امرأة: ميقاب أى واسعة الفرج، ورجل موقاب أ ى
كثير شرب النبيذ " لسان العرب ".
هذأ- هو اللواط -فى نظر الشرع، فعل شاذ وعقوبته صارمة. ونهايته ألي! ة،
نرجو أن تقف الحكومات الإسلامية موقف الحزم ممن تحدثهم، نفسهم به، فإذا فشا
فى جماعة يخشى أن يحل بها ما حل بقوم لوط " وما هى من الظالمين ببعيد"
وشذوذ الغرب فى هذا الأ مر مشهور ذكرت صورا منه فى بحث الحجاب.
__________
(1) روى حديث أبى بكر فى حرق اللوطى: البيهقى وفى إصناده إرسال وروى من وجه
اخر عن على فى غير هذه القصة (نيل الأ وطار).
153