كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

وإزاء كل هذه الا! لوان من الكتابات كان عملى موجها إلى جمع الشف ات
وبحث كل الموضوعات وتوفية كل منها حقها، بقدر الإمكان، وإلى إبراز الصبغة
الاجتماعية والنفسية فى البحث لتكميل ما فى كتب الفقه الإسلامى، وإلى
إضافة تجربتى العملية فى علاج المشكلات الأ سرية، التى صادفت منها كثيرا فى
حيا! ى الخاصة والعامة، وإلى بيان ما فى الاراء المنحرفة من زيف وضلال،
والاجتهاد فى إبراز سمو التشريع الإسلامى فى هذا المجال، وإلى لفت أنظار
الجاهلين إلى ما فيه من قيم ومثل ونظم! اجراءات، حتى لا يعيبوه بأنه دين تخلف
ورجوع إلى الوراء، كما يحلو للمتعالين أن يصموا المتمسكين بهذه الاداب
الإسلامية، بأنهم رجعيون، كما كان من عملى فى هذا التأليف تلافى الجفاف
الذى تصبغ به البحوث العلمية، وتيسير الا سلوب وتزيينه بما يساعد على الفهم
ويجدد الننثماط ويغرى بمتابعة القراءة.
كل هذا وأنا معترف بصدق وإخلاص أننى لم ات إلى النهاية التى أريدها
من التمام والكمال، فما أنا إلا بشر، والكمال لله وحده، وحسبى أننى كملت
بعض الناقص، وأوضحت بعض المبهم وفصلت كابعض المجمل، فإن أصبت فبتوفيق
من الله، وإن أخط ت فبقصور عقلى، والبحث مفتوح يقبل كل إضافة، ويرحب
بكل تصحيح، ولعل كثيرا لا يعرفون أن هذا الكتاب قد أخذ على فى الا! يام
الأ خيرة كل وقتى، كل يوم أراجعه لأ عدل عبارة، أو أضع إضافة، وقد يروق لى
فى الغد غير ما راق لى اليوم، فأغير وأبدل، وهذه مشة الله فى قصور جهد
الإنسان، فى محاولة إرضاء كل الأ ذواق. يقول العماد الأ صفهانى أو غيره - كما
فى بعض الكتب:
إنى رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا فى يوم إلا قال فى غده: لو غير هذا
لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك
هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلأ النقص على
جملة البشر.
16

الصفحة 16