كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

ومهما يكن من شىء فإنى أقرر مقدما أن فى الكتاب عيوبا كثيرة، فليوفر
المجرحون تجريحهم.
ومن فى الناس يرفمى كل حى وبين هوى النقوس مدى بعيد؟
والهوى الشخصى أو النظرة الخاصة لا ينبغى أن تغفل ما قد يكون فى
الكتاب من محاسن فى نظر الاخرين.
وعين الرفما عن كل عيب ك! ليلة كما أن عين السخط تبدى المساويا
فالذين يعشقون الا دب والاجتماع يقدرون ما فيه! ن طرف وأقوال وحكم
وأمثال، ويغضون الطرف عن بعض التقصير فيما يهتم به الفقهاء! ن بيان
الواجبات والمندوبات ومعرفة الشروط والا! ركان، وكذلك الذين يغلب عليهم
التزمت قد تطيح فكاهة مرفهة أو عبارة مرحة بما ينبغى أن يقدر من أجله الكتاب
فى أحاديثه التى تعبت كثيرا فى تخريجها، ووقائعه التى حرصت على نسبتها
إلى مصادرها أو مراجعها.
وعلى كل حال، فما قصدت إليه من خير، وراء ما فيه من عيوب، لا أرجو
المثوبة عليه إلا من الله وحده، وهو الذى يغفر لى ما لم أوفق فى عرضه، والا! عمال
بالنيات، ولكل 1 مرىء ما نوى.
وأحمد الله سبحانه أن أعاننى على نفسى، فأنا فى مثل هذا المقام أقدم
حسن الظن بالناس، أو على الا قل لا أسرع بسوء الظن، فإن غلبنى شيطانى فإنى
لا أتمادى فيه، ولا أبنى عليه حقائق، وهديى فى ذلك قول الله سبحانه:! يا أيها
الذين 1 منوا اجتنبوا كنيرا من الظن إن بعض الظن إثم! و أ الحجرات: 2 1، وما روى
عن النبى!!: " ثلاثة لا يسلم منهن أحد، الظن والطيرة والحسد، فإذا ظننت
فلا تحقق - أى فلا تبن على الظن حقائق - وإذا تطيرت فلا ترجع، وإذا حسدت
فلا تبغ " (1).
__________
(1) رواه عبد الرزاق بن معمر عن إسماعيل بن أمية مرفوعا." نفثات صدر المكمد، وقرة
عين المسعد لشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد، للشيخ السفارينى! 2 ص 4 0 1 نشر المكتب
الإسلامى بدمشق " ورواه أبو الشيخ الطبرانى عن حارثة بن النعمان بلفظ آخر، وهو ضعيف، كما
روى عن الحسن مرسلا بلفظ آخر، الجامع الصغير للسيوطى.
(م 2 - موسوعة الأسرة ج 1)
17

الصفحة 17