كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

ومن هنا لا أسمح لنفسى أن أتهم الناقدين بأنهم ضرائر الحسناء، كما قال!
أبو الأ سود الدؤلى (1)، ولا ممن قال فيهم قعنب بن أم صاحب:
إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا منى وما أذنوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا
يقال: أذن لكذا أى استمع له. ويصح أن يقال: عندهم أذن. والمعنى
واحد فى كلتا الحالتين.
فإن ما كتبته هو فى نظرى كما قاله ضرائر هند صاحبة عمر بن أفي
ربيعة (2) وأدعو الله أن يجزيهم بما هم أهله، وأحمده سبحانه أن هيأ لى بعض
الناس لنشر فضيلة طويت:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
كما يقول أبو تمام (3) وكما يقول القائل:
عداى لهم فف! ل على ومنة فلا أبعد الرحمن عنى الأعاديا
همو بحثوا عن زلتى فاجتنبتها وهم نافسونى فاجتنيت المعاليا
يقول العتابى: من قرض شعرا أو وضع بهتابا فقد استهدف الخصوم،
واستشرف الأ لسن، إلا عند من نظ! فيه بعين العدل والإنصاف وحكم بغير
الهوى.
وأذكر نفسى وأذكرهم أخيرا بقول الله شطق: (والذين يؤذون الفؤمين
__________
(1) إشارة إلى قوله:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغيا: إنه لدميم
(2) إشارة إلى قوله:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . حسن فى كل عين من تود
(3) زهر الاداب للحصرى ب ا ص 2 0 2 طبعة الحلبى.
18

الصفحة 18