كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

إن هندا هى المغيظة المحنقة من إخى هاشم، والمربية لابنها معاوية تربية تؤهله
لأ ن يسود غير قومه فضلا عن قومه (1)، وهى الباقرة لبطن حمزة واللائكة لكبده،
وهى المنشدة أناشيد الحماس فى حرب الكفار للرسول، وهى الصارخة أخيرا فى
وجه أبى سفيان يوم فتح مكة، عندما أحمست ميله إلى الإستسلام بالإسلام.
ذكر المؤرخون أن أبا سفيان مضى يوم الفتح، حتى إذا جاء قريشا صرخ
بأعلى صوته: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن
فىخل فىر أبى سفيان فهو آمن،. . . . . فقامت إليه هند فأخذت بشاربه وقالت:
اقتلوا الحميت الدسم الا! حمس، قبح من طليعة قوم. فقال أبو سفيان: ويلكم!!
لا تغرنكم هذه من أنفسكم. فإنه قد جاءكم فيما لا قبل لكم به.
الأ حمس هو الذى لا خير فيه، والحميت هو الزق ويراد بالدسم الضخم
السمين. وفى غير سيرة ابن هشام بدل الأ حمس: ألا! حمش الساقين أى دقيقهما.
ولما رجع من مفاوضته للنبى لمد الهدنة، قبل فتح مكة، ودخل عليها ليلا
قالت له: لقد غبت حتى اتهمك قومك، فإن كنت مع اصول الإقامة جئتهم بنجح
فأنت الرجل، ثم جلس منها مجلس الرجل من امرأته فقالت ما صنعت؟ فأخبرها
الخبر، وقال: لى أجد إلا ما قال على، فضربت برجلها فى صدره وقالت: قبحت
من رسول قوم، فما جئت بخير. 0 0 (2).
ولكن أنى لموجة الحق أن يصدها الباطل؟ لقد جرفها تيار الإسلام - كما
جرف زوجها - فرضخت لحكم الواقع وأسلصت وأسلم أولادها، وصدق رسول
الله! ف إذ يقول: " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوى الا! لباب منكن))
رواه مسلم عن ابن عمر.
كما يحكى التاريخ أن خالد بن يزيد بن معاوية أحب رملة بنت الزبير
عندما راها فى موسم الحج، ولما عرض عليها الزواج، اشترطت عليه أن يطلق
__________
(1) سيأتى فى بحث حقوق الأولاد وأثر الأم فى التربية.
(2) شرح الزرقانى على المواهب اللدنية ج 2 ص 93 2.
181

الصفحة 181