كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

من الإحرام فى الحديبية حتى يقتدى به المسلمون الذين. رأوا فى التحلل صعوبة
نفسية، وكذلك فى قبوله إسلام ابن عمه أبى سفيان بن الحرث فى طريقه لفتح
مكة.
وفى التاريح القديم أن الأ مبراطور الرومانى " كلوديوس " 1 52 ق م) حين
حكم على " بيتوس " بالإعدام وقف ساعة التنفيذ يبكى ويستجدى العفو، فعز
على زوجته " اريه " أن ترى زوجها جبانا إلى هذا الحد، فاندفعت نحو الجلاد
وخطفت منه الخنجر وأغمدته فى صدرها ثم نزعته وناولته زوجها وقطرات الدم
تسيل منه وصاحت: بيتوس أنه لا يؤلم.
ويذكرنا هذا بنشيد نسوة العرب للمحاربين فى الجاهلية، ونشيدهن لهم
فى الإسلام، وسيأتى كل ذلك فى بحث الحجاب إن شاء الله.
ولقوة تأثير المرأة على الرجل، وإمكانها أن تجدل منه إنسانا كما تريد، عن
طريق الحب الذى تقود به الرجل حيث تشاء، والذى تتفن فى أساليبه وإحكام
شباكه - رأى الغرب المستعمر أن يعتمد على المرأة فى التمكين لنفوذه ونشر
تقاليده، وذلك بتعليم البنت المسلمة فى المدارس الخاصة، تحت إشراف الأ جانب
لتستطيع هى بدورها أن تؤثر على زوجها وعلى أولادها فى تحقيق أغراض
المستعمر.
لهذا عنى الإسلام باختيار الزوجة، فإنها أقوى من الصديق الذى يقول فيه
الحدثحا الشريف " المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل " رواه
الترمذى وححسنه عن طريق أبى هريرة، وكذلك رواه أبو داود.
ذلك أن الصحبة لا يلتقى فيها الخليلان إلا ساعات محدودة بين فترات قد
تكون متباعدة، مع التنبه إلى الفرق الكبير بين شعور الحب وشعور الصداقة - أما
الزوجة وبخاصة إذا كان يحبها زوجعها فهى الصاحب بالجنب الملتصقة بالرجل
والمتلاقية معه كثيرا، لذلك كانت أخطر من الصديق فى الظ ثير على الرجل.
وقد حذر بعض المفكرين من التعجل والتهاون فى الاختيار فقال: لا تتهاون
183

الصفحة 183