كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

والحظ يلعب دورا كبيرا فى هذا الا! مر الخطير، ث! أتاح القدر لهذه الأ سيرة
العانية زوجا يحترم كرامة الإنسال! وحريته الطبيعية، ويقدر نظرة الناس إلى الحياة -
في حرصهم على التمتع فيها بأكبر قدر ممكن، كال! ذلك من سعادة هذه المرأة
التى لن تحس بعظم الفرق بين العش القديم الذى درجت فيه، والعش الجديد الذى
سيقت إليه.
وبالعكس! إد! ابتلاها القدر بزوج خشن يهوى ال! سيوة ويحب كا السيادة فى
أ ية صورة كانت، ويريدها محفوفة بمظاهرها التى يوحى بيهها لفظ العسلطة، والتى
فتن بها الناس فى مختلف العصور، فسوف لا تجد هذ 8 المسكينة فى وضعها
الجديد إلا التعاسة والشقاء، وسوف لا يجد هذا المالد س مملوكه إلا التمرد
والعصيال!، وستكون له المرأة قاصمة الظهر ونذير الشيب ورسهول الموت المبكر،
بخلاف المملوك الأول الذى سيقابل الإحسان بالإحسال!، فيتفانى في خدمة
سيده، ويخلص له فيما وكل إليه أد! يؤديه، ويكون له مق الوفاء بالقدر الذى لا
يدانيه أى حق لا ية ناحية وإد! عزت عليه.
غير أن الشرع جعل فرقا بين الا سير الذى وضع قهرا تحت يد سيده وبين
المرأة، حيث جعل لها الحرية الكافية فى اختجار من تنف! م إليه، ووضع لها قواعد
توجهها وجهة الخير، وتضمن لها الراحة فى بيتها الجديد. فلا ترضى إلا برجل
يستجيب لنداء الحق، ويقف عند مقتضى العقل وينفذ أمر الرسول الكريم
" استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكود! منهن شيئا غير
ذلك. . . " رواه الترمذى عن عمرو بن الا ح! وص الجشمى، وقال: حسن صحيح.
وإذا كانت مهمة اختيار الرجل للمرأة ا! ليناممبة شاقة، فإد! مهمة اختيارها له
أشق، ذلك أن الرجل إذا لم يوفق فى زواجه -فالسبيل ميمسر له بفك الارتباط الذى
يملك هو حقه من جانب واحد، فيخلص نفصسه من هذه الورطة، ويبحث له عن
حرث جديد يحقق له أمله المنشود، ولكن المرأة العانية إل! أخفقت فى زواجها.
فإما أد! ترضى بالذل وتستسلم للألم حتى تقضى حياتها، وإما أد! تفتدى نفسها
185

الصفحة 185