كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
ولو بأعز ما عندها لتنعم بالحرية بعيدا عنه، إما بدون زواج، وهو على كل حال
أخف ألما عندها من الزواج السابق،! 1 ما بزواج جديد قد توفق فيه، وسيكون لها
من التجربة الأولى ما يحملها على التدقيق عند الاختيار والموافقة على الزواج
الجديد.
ومن أجل هذا كانت المرأة فى العصور الأولى تجتهد ما إستطاعت فى
البحث عن شريكها، بل قد تعرض نفسها عليه أن أعجبث به، كما أن ولى أمرها
كان يسعى أيضا ما وسعه جهده فى تلمس بيئة جديدة طيبة يضع فيها كريمته
ويودع فيها أمانته، وهو لا يأنف إن وجد بغيته ا أن يعرض فتاته عرضا على هذا
الذى أنس فيه الكمال الذى يقاس به الأ زواج الصالحون. ويتألم جد الا! لم إ ن
رفض الشخص هذا العرض، ولم يأبه لهذه الثقة التى وضعها ولى المرأة فيه.
يروى البخارى (1) عن عبد الله بن عمر أق عمر رضى الله عنه حين تأيمت
بنته حفصة قال: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت
أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأخظر فى أمرى، فلبثت ليالى ثم لقينى فقال:
قد بدا لى ألا أتزوج يومى هذا، فلقيت أبا بكرالصديق فقلت: إن شئت
أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا، فكنت عليه
أوجد - أغضسب - منى على عثمان. فلبثت ليالى ثم خطبها النبى طلااوم!،
فأنكحتها إياه. فلقينى أبو بكر فقال: لعلك وجدت على حين عرضت على
حفصة فلم أرجع إليك شيئا، فقلت: نعم، فقال: فإنه لم يمنعنى أن أرجع إليك
شيئا حينما عرضت على إلا أننى كنت علمت أن النبى! ددهالت ذكرها، فلم أكن
لأفشى سر رسول الله اكلي! ط ولو تركها افي طلانة لقبلتها.
وروى أن النبى! ددهفه قال لعمر: ستتزوج حفصة خيرا من عثمان، وسيتزوج
عثمان خيرا منها، فتزوجها النبى وزوج عثمان ابنته أم كلثوم بعد موت أختها
رقية التى كانت متزوجة منه، وروى أن النبى قال له: " والذى نفسى بيده لو أ ن
__________
(1) ج 7 ص 17 طبعة الشعب.
186