كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

فى صفات الله وفى الحلال والحرام، ابن الصلاح وعبد الرحمن بن مهدى وأحمد
ابن حنبل وعبد الله بن المبارك، حيث قالوا: إذا روينا فى الحلالى والحرام شددنا،
وإذا روينا فى الفضائل ونحوها تساهلنا.
والشيخ أحمد شاكر رأى وجوب بيان الضعف فى الحديث الضعيف فى
كل حالى، لا فرق فى ذلك بين الا! حكام والعقائد، وفضائل الأ عمال، وحمل قول
أحمد بن حنبل ومن معه على أن التساهل يراد به الا خذ بالحديث الحسن لا
بالحديث الصحيح، " انظر الباعث الحثيث " لابن كثير مع تعليقات الشيخ أحمد
شاكر.
وروايتى للضعيف، كما قلت، ليعست لإثبات الحكم بل لتقويته أو لغرض
اخر كما تقدم، وقد أجاز بعض العلماء ذلك، ومنعه الاخرون. وقد اخترت رواية
الضعيف، كما اختار غيرى من العلماء الا! جلأ السابقين، مع احتياطات روايته،
لمعنى آخر يفيدنى فى عرض نظام الأسرة فى الإسلام والمجتمع الإسلامى، فإن
الحديث الضعيف يدل على الأ قل، على أن المعنى الذى يحمله كان معروفا في
العصر الذى روى فيه، وهذا يمثل صورة من الفكر فى فترة من الفترات، ولونا من
ألوان السلوك فى هذا العهد الذى ذكر فيه.
كما أننى، كما قلت، قد أقصد برواية الضعيف التنبيه على ضعفه، على
الرغم من استفاضته على ألسنة الناس، وذلك مثل حديث " إياكم وخضراء
الدمن " قالوا: وما خصراء الدمن يا رسول الله؟ قال: " المرأة الحسناء فى المنبت
السوء " وسيأتى توضيح ضعفه فى موضوع: اختيار الزوجين.
وأحب أن أنبه أيضا إلى أن بعض الا! حاديث الضعيفة قد اختلفت فيها
أنظار الختصين، فبعضهم يحكم بضعف الحديث والبعض الآخر يحكم بحمسنه أ و
صحته، فما دام فى الحديث خلاف فى وجهة النظر فلا مانع عندى من روايته
للاغراض التى ذكرتها.
وأنبه أيضا إلى أن بعض الا! حاديث الصحيحة نفسها قد يكون بينها خلاف
21

الصفحة 21