كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

العرباض بن سارية أنه قال: وعظنا رسول الله! ص! موعظة وجلت منها القلوب
وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال:
" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يع! ق منكم
فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا
عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأ مور فإن كل بدعة ضلالة " رواه أبو داود
والترمذى وابن ماجه وابن حبان فى صحيحه، وقال الترمذى: حديث حسن
صحيح (1). ومعنى: عضوا عليها بالنواجذ احرصوا على السنة والزموها كما يلزم
العاض على الشىء بنواجذه خوفا مز، ذطبه وتفلته، والنواجذ هى الأ نياب، وقيل
الأ ضراس (2).
وأحوال الصحابة معروفة فى الكتب الهامة التى أشرت إليها فى كتب
السنة، وفى كتب الفقه الكبرى كالمجموع للنووى، والمغنى لابن قدامة.
! رإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد أوصانا باتباع سنة الخلفاء
الراشدين، فإنه قد روى عنه أنه أرشدنا إلى الأ خذ بهدى غيرهم من بقية أصحابه
" أصحابى كالنجوم بأيهم اقتد يتم اهتديتم، روى معناه عن أنس وعن ابن عمر،
والإسنادان ضعيفان (3). وقد اعتمد كثير من الفقهاء أقوال الصحابة وبخاصة
فيما لا مجال فيه للرأى، وعده بعضهم من المرفوع إلى النبى!!.
وإذا ضربت مثلا بغير عهد الصحابة كالتابعين وتابعيهم فإنما ذلك لتقوية
الحكم لا لإثبات أصله، وذلك إذا كان موافقا لهدى الكتاب والسنة والخلفاء
الراشد ين.
أما الحوادث الفردية لشخصيات ليس لها مقام الخشريع والاقتداء، وهى
تخالف المأثور القوى، فلا أعنى بذكرها للرد عليها أو التماس مخرج لها، فإنها
خارجة عن الأ صل وشاذة وسط الكثير الغالب، وهذا كاف فى عدم الاعتمافى
عليها.
__________
(1، 2) الترغيب! ا صق 33.
(3) المطالب المعالية بر 4 صو 46 1.
25

الصفحة 25