كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

عنه إنه بدعة مرفوضة لمجرد أنه لم يرد فيه نص بعينه، أو لم يكن معهودا من قبل،
بل إن هذا التسجيل، فوق أنه طاعة لأ ولى الأ مر فى الأ مور التنظيمية التى لا يأباها
الدين، يضمن للمولود الحقوق التى لا تنال إلا بتسجيله، ولا يقال إن طاعة ولى
الأ مر فى هذا غير واجبة، فإنه لا دليل مطلقا على أنه معصية حتى لا يطاع فيه،
ومن المقرر أن وسيلة الشىء تأخذ حكمه، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،
وكم من الا! مور فى هذا العصر حتمتها الظروف لا تنال إلا باجراءات مفروضة من
ولى الأ مر، ومهما يكن هذا الولى من عدل أو ظلم، فإن الحموق التى عند
الظالم لو أمكنك التوصل إليها بما ليس محرما فعليك أن تسلك لها هذا
السبيل.
وكذلك ما يقيمه الوالدان من حفل عيد الميلاد للطفل إظهارا لفرحهما به،
وقد يكون معه شكر ضمنى لله على هذه النعمة، إذا. دعى له الأ صحاب ولم
يصحبه منكر فلا بأس به مطلقا، ولا يقال: إنه بدعة مستحدثة هى وصاحبها فى
النار، فإن من يدعى ذلك إما مخطىء فى فهم الدين أو جاهل بسماحته التى
جعلته قابلا لكل زمان ومكان، وهذا الحفل ليس قربة خالصة أو عبادة حتى نجرى
عليه معنى البدعة المنكرة، ولم يصحبه محرم حتى يكون محرما لا لذاته بل
لعارض عرض كشرب الخمر فيه أو اختلاط الجنسين وغير ذلك مما لا يقره أحد لا
عقلا ولا ذوقا ولا دينا.
ومهما يكن من شىء فإن مجال تفصيل معنى البدعة وما تكون فيه يمكن
الرجوع إليه فى كتابى " توجيهات دينية واجتماعية ".
7 - قد أنقل نصوصا عن التوراة والإنجيل، عند عرض نظام اليهود أ و
النصارى فى موضوع معين، وليس هذا أولا وبالذات اعترافا بتنزل ما يوجد الان
من التوراة والإنجيل، ولا هو لإثبات حكم شرعى ندين نحن به، وإيخا غالب ذلك
يكون فى عرض تاريخى أو إبراز صورة حاصلة عندهم من واقع ما يعترفون هم به
لنقارنها بما عند الإسلام، وقد تكون فى نصوص كتبهم صور مشوهة عن قداسة
29

الصفحة 29