كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
المقدمة
1 - معنى عنوان الكتاب:
عودنا كبار مؤلفينا القدماء، جزاهم الله خيرا، أن نتصور عنوان الكتاب
أو البحث ببيان مفرداته إن كان مركبا، وبالمراد منه بعد التركيب، وذلك نزولا
على القول المعروف: الحكم على الشىء فرع عن تصوره، وعنوان الكتاب وهو
" الأسرة تحت رعاية الإسلام " فيه كلمات ثلاثة لابد من معرفة معناها، وهى:
الأسرة، الرعاية، الإسلام.
(أ) فالأسرة فى اللغة العربية هى عشيرة الرجل ورهطه الا دنون، وسميت
بهذا الاسم لما فيها من معنى القوة، حيث يتقوى بهم الرجل، والأسرة فى اللغة
أيضا هى الدرع الحصينة، وفيها معنى القوة أيضا، ذللط أن مادة " أسر)) تعطى
معنى القوة والضدة، فالأ سر هو شدة الخلق، كما ظل تعطلى: (نحن خلقناهم
وشددنا أسرهم! أ الإنسطن: 28،، وأسر الجندى عدوه يعنى شده بالاسار،
والاسار هو كل ما يشد به، ولذلك سمى المأخوذ أسيرا، لأنه يشد بالقيد.
والنطاق الذى يشمل العشيرة، والرهط، والا فراد الذين يدخلون تحت
معنى الاسرة سيأتى توضيحه بعد، والأسرة فى نظر الشرع هى الجماعة التى ارتبط
ركناها بالزواج الشرعى والتزمت بالحقوق والواجبات بين طرفيها وما نتج عنهما
من ذرية وما اتصل بهما من أقارب سيحددون فيما بعد.
والأسرة فى صرف الناس تطلق على كل جماعة بينها رباط من نوع معين،
فيقال مثلا، أسرة المعلمين، أسرة الفنانين، أسرة الا دباء، أو يقال: أسرة التعليم،
أسرة الفن، أسرة الأ دب.
وحديثنا فى هذا الكتاب عن الأسرة الشرعية.
(ب) والمراد بالرعاية الحفظ والوقاية والتنمية والزيادة، والفعل رعى، يقال:
رعى الا مير رعيته رعاية ومثلها المراعاة يقال: راعى الأ مر لاحظه وراعاه من مراعاة
38