كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
تذ! ون! هو أ الذاريات 0 9 4،، وقال: (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت
الأرض ومن أنفس! ومما لا يعلمون! أ يس: 36،. فالتعميم فى- الآية الأولى
(ومن كل شيء! يدخل النبات والحيوان مع الإنسان بل يدخل الجماد أيضا،
حيث يرجع أصل الجميع، كما قرر البحث الحديث، إلى المادة، والمادة تنتهى إلى
الذرة، والذرة لها عناصر ذات شحنات كهربية سالبة وموجبة، فالسلب والإيجاب
يعطى معنى الزوجية فى كل شىء.
والآية الثانية، قد يراد من كلمة " الأ زواج " فيها الأصناف والأ نواع،
سواء أكان التصنيف والتنويع بحسب المركبات والمقومات المادية، أ م
بحعسب الأ شكال والصور، أم بحسب الا! لوان والطعوم والروائح، أى بحسب
المادة أو الصورة. وهذا بالطبع دليل على قدرة الله فى تشكيله للكائنات بهذا
الاتساع فى كل الأ نواع:. النبات والإنسان والمجهول الذى لا يعلمه إلا الله وحده،
أو كان مجهولا للعرب عند نزول القران وسيعلم بعد. وذلك كما فى الكهرباء
السالبة والموجبة التى لم يكن للعرب بل للعالم علم بها إذ ذاك ثم عرفت أخيرا.
وهذا التشكيل يدحض شبهة القائلين بأن العالم مخلوق بالطبع أو بالعلة،
أو موجود بالصدفة. فإن ما كان مخلوقا بذلك لا يوجد فيه هذا التنويع، كما
قرره علماء التوحيد.
وقد يراد بالا! زواج فى هذه الاية الذكر والا! نثى أو السالب والموجب، فى
النبات والحيوان والإنسان. وفى القوى الخفية وهى الكهرباء مثلا.
وكان السر فى خلق زوجين من النبات والحيوان هو التكاثر اللازم لتعمير
الا! رض واستمرار الحياة فيها، وقد ترك الله هذه الخلوقات تتزاوج وتقترن مسوقة
بغرائزها أو بالسنن الطبيعية الكامنة فيها، لا! ن المقصود الأول منها هو التكاثر عن
طريق التناسل، وهو" فى حقيقته لخدمة الإنسان الذى جعله الله سيد الكون،
بمعنى أنه سخر له الكون وخلق له كل ما فى الأ رض من أجل تحقيق خلافته فيها،
قال تعالى: (ألم تروا أن 0 الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ
41