كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
أما الإنسان صاحب الرسالة الكبرى فلا بد أن يكون لنأسله على نحو
يحقق هذه الرسالة، أى يكون فيه الامشقرار وال! ثنبهن ا! لشعر بالتحاون والراحة
النفسية، مع إحساس كل بواجبه نحو الاخر، وبالا خص نحو النابخ منهما، فهو
ليس كالنابخ من الحيوانات الأخرى، إذ لا يستطيع أن يستقل بكعصمبه. كما يولهد
غيره كاسيا كاسبا، بل يظل محتاجا إلى عون أمه بلبنها وخدمتها، وعون أبيه
برعايته وتقويمه وتوفير مطالبه. -ص -
- والطبيعة ال! نسانية إذا كانت تدفع لهذه الرعاية، فإن بعضا من الناس ربما لا
يحسون بهذا الواجب فيقصروا فيه، ومن هنا جاءت الأديان تزكى فيهم المعنى
الإنسانى، وتضع الحدود والمعالم للطريق الصحيح فى التزاوج والتناسل عن طريق
تكوين الأسر الممستقرة، التى هى جماعة صغيرة تعطى صورة للمجتمع الكبير.
قال تعالى. (ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل
بينكم مودة ورحمة! أ الروم: 1 2،، فقوله: (من أنفسكم! هو يضير إلى المجنى
الطبيعى فى الزواج، وقوله: (لتسكنوا. . . .! يشير إلى المعنى الأ دبى فيه،
وسيتضح هذا المعنى عند ذكر وظائف الأسرة. ويتضح الفرق أيضا بين التؤاوج
الطبيعى والتؤاوج الشرعى المكون للاسرة، فى أن الله سبحانه ترك الأول ليسنن
الكونية والغرائز المودعة فى الخلوقات، وإن كان هناك تنظيم للتزاوج الطبيعى فيه
فهو من الإنسان نفسه الذى يتدخل بعقله وتجاربه لمراقبة التزاوج من أجل
مصلحته هو لا مصلحة الحيوان والنبات، كما يشاهد فى التلقيح الصناعى
والتهجين والانتخاب، لتحنسين الا! نواع وكثرة الانتاج، فهو تدخل من الإنسان
مباشرة لمصلحته أولا وبالذات، والله سبحانه قد خول له ذلل! التدخل بحكم
تسخير الكون له! اباحة التمتع بكل ما فيه فى كاحدود ما شرعه -، وما يحقق
رسالته. كا-
ومن هذا العرض يظهر الفردتى بين التؤاوج الطبيعى وبين الأسرة -الإنسانية
الشرعية.
43