كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
4: وظائف الأسرة:
إن وظيفة الأسرة مرتبطة بمبدأ تكوينها ومدى إتساعها وشمولها لأ فرادها،
وهى بهذا تتطور وتتغير، فمثلا عندما كانت الأسرة تطلق على العشيرة الكبيرة
كانت وظيفتها كبيرة واسعة تشبه وظيفة شيخ القبيلة، أو حاكم الشعب فى
نشاطها الاقتصادى والاجتماعى والقضائى وغيره، فهى أسرة تشبه الدولة
المستقلة القائمة بجميع شئونها، وكذلك الأسرة الرومانية القديمة كانت تقريبا
على هذا المنوال، فقد منحت النظم الرومانية مثلا عمداء الأ سر سلطة قضائية
واسعة، حتى استطاع أن يحكم العميد بالإعدام على أحد أفرادها، كما كان لهم
وضع النظم الدينية والثقافية، كل فى محيطه.
ولما طغى سلطان المجتمع على سلطان الأسرة سلبها بعض وظائفها وكذلك
لما قامت الأ ديان العالمية اختفت معها بعض النظم الدينية والقضائية والتشريعية
والتنفيذية وما إليها.
ومع كل هذا السلطان الذى شارك الأسرة فى وظائفها وانتزع كثيرا من
خصائصها. فما يزال لها دور كبير فى التربية الخاصة والعامة، وأثر واضح فى نظام
المجتمع العام.
ولما كان الزواج الشرعى هو الوسيلة الصحيخة لتكوين الأسرة كان
الحديث عنها حديثا عن الزواج فهما متلازمان.
إن الأسرة هى أول خلية فى جسم المجتمع، أو هى اللبنة الأولى فى بناء
الهيكل الإنسانى العام، ومن أجل بناء المجتمع عليها كانت لها قوانين تحكم
وجودها وارتباطها بالمجتمع، عن طريق الأديان والأ عراف والتقاليد المتواضع عليها،
فهى تؤثر فيه وتتاثر به كالجسم البشرى تماما.
وهى بهذا الوضع له! ا خصائص ومميزات ولها وظائف تؤديها يمكن إجمالها
فيما يأتى:
ا - هى وسيلة للتكاثر النوعى المنظم كما سبق بيانه. فالتكاثر النوعى وإن
44