كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
7 - الأسرة مؤسسة تعاونية، أقيمت فى أحد أشكالها وفى أحد عصورها
على أساس التعاون بين الرجل والمرأة فى ك! سب العيش وتوفير الخدمة والاستقرار،
وفي العصور البدائية كانت كل أسرة مستقلة بمطالبها ليست في حاجة قوية إلى
أسر أخرى تساعدها، فالرجل يصطاد الغذاء ويجلب الماء، والمرأة تساعد على
طهوه وتقد يمه له، يكفيها هو هم تحصيل القوت،-وتكفيه هى إعداده وحراسة
متاعه وتهيئة سبل الراحة له. بل إن المرأة فى بعض المجتمعات كانت هى التى
تتولى الأ عمال التى تحصل منها قوت الأسرة، والرجل يقتصر عمله على الحراسة
والحماية، ويكيف ذلك وضعهم البدائى.
8 - ويقول المحدثون، بوحى من النظم الجديدة، ان الأسرة وحدة إحصائية
ئعمل الإحصاءات اللازمة للدولة لتقدير حاجات المجتمع من واقع حاجات كل
أسرة، تيسيرا على جمع هذه المعلومات من الشعب كأفراد.
9 - والأسرة هى العامل الأول الذى يشعر الإنسان بالإنتماء، أى أنه
منتسب إلى المجتمع وليس مضيعا مهملا لا حق له ولا واجب عليه، و هذا
الشعور هو أساس المعنى الاجتماعى الذى لا يستغنى الإنسان عنه، فإن إدراك
الطفل أنه محتاج لا مه فى تغذيته وحمايته يشعره بوجوب الانتماء أو خلق
الشعور الاجتماعى، ولا يترك الشعور الفردى الأ نانى يستبد به، وهذا ما يشير
إليه كتاب الاجتماع بقولهم: الإنعسان مدنى بطبعه. كما يلاحظ فى شعور
الانتماء إلى المجتمع الذى يقوى فى محيط الأسرة، أن الالتزام بقوانين الأسرة أقوى
وأشد من الالتزام بقوانين الدولة العامة، نظرا لعوامل كثيرة، منها أن قوانين الأسرة
تنفذ مع عامل الاحترام لها، وأنها أول ما عرف من قوانين تلتزم، وأن الرقابة فيها
أقوى وفرص التفلت منها أقل. وأن الاثار الاجتماعية والا! دبية المترتبة على
مخالفتها أصغب على النفس من مخالفة القوانين العامة.
0 1 - تكوين الأسر المستقرة يحد من تنازع الرجال على النساء والتقاتل
على الفوز بهن، فالأسرة بهذا مهذبة للغريزة الجنسية ومنظمة لها، وهى بهذا
تبعد الإنسان عن الشبه بالحيوانات.
46