كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

1 1 - الأسرة الشرعية من أهم العوامل للسبهن النفسى والراحة الفكرية،
لكن الاتصال الجنسى خارج نطاقها لا يمنع القلق والاضطراب ولا تأنيب الضدير،
ولا يوفر الاممتقرار والسكن النفسى حتى لو عاش الإكنسان مع زملأ من ينى
جنسه، والإنسان بدون الصكن النفسى لغريزته والروحى لقلبه وضميره مضيع،
كالطفل الذى لا ينتمى إلى أسرة يحس فيها بحنان الا ب وعطف الا م.
والسكن في الأسرة يحس به كل من الطرفين، الزوج والزوجة، وكذلك
الا! طفال. والفخر الرازى فبم تفصير قوله تعالى: (ومن ايات! أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها. .! و أ الروم: 1 2، يقول: إن السكن تعدى بإلى،
وهو سكن روحى، وليس سكنا ماديا فإنه يتعدى غالبا بغير اللام، مثل سكن
عنده.
وهك ا السكن الروحى بالزواج يؤكده حاجة النوعين إليه حتى فى كبر
السن، الذى يظهر فيه المعنى الروحى أكثر من المعنى المادى، بل إن حاجة كبار
السن إلى الزواج قد تكون أشد من حاجة الشباب، وإن كان سبب الحاجة فيهما
مختلفا.
كما أن مما يؤكد أن السكن فى الأسرة سكن روحى أن الله عطف عليه فى
الاية قولى: (وجعل بينكم مودة ورحمة! وإن كان جعل المودة والرحمة عاما
ليس خاصا بالزواج. وقد جعل الله هذه المودة والرحمة من الايات الدالة على
قدرته، ومن نعمه على عباده، فالسكن إلى الزوجة التى هى من نفس الإنسان اية
قدرة ونعمة معا. فقدرته تظهر فى جعل النوعين يميلان بعضهما إلى بعض ميلا
جنمنميا، ونعمته فى إيجاد وسيلة أو مظهر لهذا الميل الذى يجد الإنسان فيه لذته،
وقدرته فى جعل الناس عامة يتوادون ويتراحمون حيث يسيطر على نزعاتهم
الفردية التى يعتد كل إنسان فيها بنفعسه، وألف بين قلوبهم بالرحمة والحب ليتم
التعاون الإنسانى. ونعمته فى أنه لم يترك الإنسان فردا يعجز وحده عن توفية
مطالبه بل خلق فيه المعنى الاجتماعى ليتم التعاون على مهام الحياة، والا ساس
المتين لهذه الروح الاجتماعية هو الرحمة والحب.
47

الصفحة 47