كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

الصعيدة التى بدأوا بها حياتهم الجديدة. وفى هذه المناسبة تقدم الهدايا ب! ت
الطرفين، وقد تكون من الا! صدقاء والا! قارب، وقد تقام لذلك حفلات تتسع
أو تضييق حمسب ظروف كل زوجين.
وهذا التقليد، وإن كان وافدا على المجتمع الإسلامى، إلا أنى لا أرى فيه
بأسا أبدا، مادام فى الحدود المشروعة. واعتبره شكرا الله على نعمة الزواج، أ و
تذكرا لها على الا! قل. وهو يعطى نوعا من الجدة للزواج. والحياة تحتاج الى
التجديد والى ما يبعث فيها النشا!! ويدفع الملل، ولا أحمد لبعض! المتزمتين
القول بمنع هذا التقليد، بحجة أنه بدعة لم ي! ش على عهد الرسول وصحابته،
وقد ذكرت فى الجزء الخاص بحقوق الأولاد أن الاحتفال بعيد الميلاد للاطفال لا
بأسر به شرعا، بل قد يحون له أصل إذ ثان الرسول كل!! يصوم يوم اللأثنين، ولما
سئل عن حكمته قال " ذاك يوم ولدت فيه ويوم أرسل إلى فيه " رواه البخارى عن
أبى قتادة. وأنا أكره أن ي! سمى كل شىء جديد بدعة حتى لو كان فى العادات
والسلوك الدنيوى البحت، ويكون هذا الجديد وصاحبه فى النار لا! نه ضلالة، وإلا
لعددنا ركوب السيارات والطائرات ومظاهر الثقدم البشرى بدعة، وهنا تكون
الجناية على الإسلام بالفهم العقيم لرسالته و روحه وصلاحيته لكل زمان ؤمكان.
وأعياد الميلاد والزواج ليس فيها عبادة يتقرب إلى الله بمناسبتها حتى نعدها
من البدع الدينية المذمومة، وليس فيها ما ينافى ما جاء به الدين من مقررات
ثابتة، فهى فى محل الاباحة إن لم ترتق بحسن النية إلى مرتبة المندوب إذا كان
فيها إدخال! للسرور على قلب الزوج أو الزوجة، ونحن نعلم أن مجرد التجسم فى
وجه الأ خ صدقة، فكيف به بين الزوج! ت، حيث يوطد المحبة بينهما، ثمظهر من
مفاإ هر المعاشرة بالمعروف.
وأنبه إلى أن هذه الأ عياد يجب أن تكون بريئة من كل محرم، وينبغى أ ن
تكون فى حدود الطاقة، كما ينبغى ألا يكون التقصير فيها لعذر مقبول! حاملا
على سوء الظن بالطرف المقصر، وألا يمستغل ذلك ذوو الأ غراض الخبيثة لتعكير
صفو الحياة الزوجية.
504

الصفحة 504