كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

الزنى، وإن كان أصحاب الحديث يقفون موقف التشكك فى هذه الرواية، فإن
عمرا وثقه البعض وطعن فيه البعض الآخر، ويؤولون الخبر - على فرض صحته
- بأن هذه القردة ربما كانت جنا. فإن التكليف لا يسرى على الحيوانات حتى
يكون هناك رجم على الزنى وإن كنا نرى أن ذلك ليس تكليفا. ولكنه عادة
حيوانية لا غير (1).
وبمقتضى كلام هؤلأ لم يوجد فى الأصل أسرة أولى معروفة، بل وجدت
عندما ترقت البشرية.
والقسم الثانى من القائلين بالنظرة الطبيعية فى تكوين الأسرة، لا يؤمنون
بالتطور ولكن يعللون قيام الأسرة بإحدى علتين:
(أ) فبعضهم يعلله بحاجة طبيعية غريزية هى سيطرة الرجل لقوته على
المرأة لضعفها، شأن العراك بين القوى وتنازع البقاء، والغيرة على ما يملك، ويقول
هؤلأ: كان أصل تكوين الأسرة بزوجة واحدة.
(ب) وبعضهم الاخر يعلل قيامها بحاجة اقتصادية، فهم يرون أن المرأة
ضعيفة فى كسب قوتها، فاحتاجت إلى مساعدة الرجل لقوته، وكانت الشهوة
رابطا بينهما، ومن القائلين بذلك بريفو.
وعلى رأيه تكون المرأة هى أولا صاحبة السيطرة في الأسرة، خصوصا أ ن
الرجل كان يغيب كثيرا للصيد، وهى باقية بالمنزل. فلما استقر الرجل وزرع تملك
هو السلطة.
وقال بعض الباحثين: إدن كل الخاجات والظروف هى التى شماعدت على
إيجاد الأ سر، وما يروى من العادات المتغيرة بين الشعوب - على رأى أهل الدين
- فهو بسبب نسيان الناس لتعاليم الله، أو بعدهم عن مراكز الأ ديان السماوية
طلبا للقوت أو مسايرة لتطور البيئة التى يعيشون فيها. فالرعاة مثلا كانت أسرهم
__________
(1) انظر كتاب: حياة الحيوان الكبرى للدميرى. مادة، قرد.
51

الصفحة 51