كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

بعضهم على بعض كان شىء من التواكل والتراخى، ويبدو ذلك فى زواج الشاب
من مال أبيه، وأكله أيضا من ماله، لا من كده هو وماله الخاص، ومن هنا قل
الانتاج وضعفت المنافسة والابتكار، وظهر التهالك على وظائف الحكومة
والعزوف عن الأ عمال الحرة فى بعض البلاد.
والأسرة فى البيئة الصناعية نرى أفرادها لا تهتم بالارتباط بمسقط الرأس،
لأ ن سبيل العيش ميسر فى أى مكان تتوافر فيه الإمكانات التى يستطيعون منها
أن يحصلوا على قوتهم، فهم يحبون التنقل ويمتازؤن بالصبر والتحمل،
كالسكسونيين الذين يهاجرون ويعمرون فى كل بلد يذهبون إليه، ومن الأ مثلة
على ذلك الشركة الهندية الانجليزية التى ملكت " بومباى " فى عهد " شارل
الثانى " سنة 669 1 م وفى سنة 858 1 م كانت الهند من مم! لكات بريطانيا.
إن أفراد الأسرة الصناعية يحبون أن يتلقوا من العلوم ما يؤهلهم للاعمال
الفنية، ولا يرغبون فى العلوم العقلية النظرية البختة كالفلسفة، ولا يحرصون
على إسكان أولادهم المتزوجين معهم، كما هو مشاهد فى البيئة الزراعية، وتقل
أو تنعدم الخلافات مع الحموات، وذلك لسهولة الانفصال وعدم تحتم الارتباط
بالأسرة الأم.
والعامل الاقتصادى يؤثر على تكوين الأسرة وسيرها فى طريق حياتها،
فعند الخطبة يكون الاهتمام بثراء العروس إن كان الخطيب فقيرا أو متوسط الحال،
فهو يريدها ذات دخل يوفر العيش الكريم له فى محيط الأسرة، وربما لا يهتم
بجمالها، بل ولا بشرفها أحيانا إن تمكن حب المادة من نفسه.
والأسرة الغنية قد يكون مع غناها تدين وخلق فتكون سعيدة إلى حد
كبير، حيث يهتم أفرادها بتربية الأولاد تربية كريمة، ويقل فيها النزاع من أجل
الينفقات مثلا، أما إذا لم تكن ذات دين وخلق فقد تنصرف إلى المجون والمتع
المحرمة، وتوضيح ذلك سيكون فى بحث اختيار الزوجين.
والأسرة الفقيرة إن كان معها خلق حافظت على شرفها وقنعت بما عندها،
55

الصفحة 55