كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
وإن كانت لا تستطيع تربية أولادها تربية عالية لضيق ذات اليد. أما إن لبم يكن
معها خلق فإن الشجار يكثر وبخاصة فيما يتعلق بالنفقات، وتهمل فيها الأولافى
بل قد يدفعون إلى الانحراف. وقد نرى المرأة فى الأسرة الفقيرة تكد وتتعب
لتعاون زوجها، وقد تتمرد عليه إن أرغمها على ذلك، وقد تقل الغيرة عند الرجل
من أجل الحاجة إن خرجت زوجته للعمل فى الحقل أو فى بيت اخر، أو إذا كانت
فى المدن لتزاول مهنة قد تكون غير مناسبة خلقيا، ولكنها الحاجة الملحة التى
تتوارى معها القيم ولو إلى حين.
والأسرة البدوية القائم أمرها على الرعى والترحل تكون المرأة فيها ذات
عمل فعال فى خدمة الأسرة، وتحمل عبئا كبيرا فى معاونة الزوج لتحصيل
القوت، وهنا يكون لها مركزها ووزنها الاجتماعى. والغرض من الزواج فى
البادية لا يقتصر على المتعة بل تكون معه المعونة والقدرة على الخدمة،
وفيها لا يكون اهتمام بتربية الأولاد، فكفى أن يشبوا عن الطوق ليتولوا الرعى
مع والد يهم.
أما الأسرة الحضرية فتختار فيها الجميلات الماهرات، لأ ن قصد المتعة يمبرر
الاهتمام بهن، ويكون الثراء هو محور الاهتمام وذلك بتوفير الرفاهية للبيت
وتربية الأولاد.
والأسرة فى البلاد المتمدينة جدا تكون الرابطة الزوجية فيها ضعيفة فالزوج
لا يحتاج إلى زوجته لتهيئة الطعام والملابس، فالمطاعم ودور الخ! دمات متوافرة،
وتربية الأولاد فى هذه الأسرة تكون استقلالية بشكل و اضح، وارتباط الوالدين
بهم ضعيف، والحرية مكفولة لكل عضو فى الأسرة، وهنا تضعف الرقابة
الخلقية.
وتطبيقا لما تقدم نرى من تأثير العامل الاقتصادى أن العلاقات الجنسية
باردة عند قبائل " الهوتنتوت)) كما يحكى " كولبين "، ويقول الدكتور " متشل"
إن الزواج لا أهمية له فى قبائل " الجونكين " فالرجل يهتم بحصد سنبلة قمح أكثر
56