كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

أو الظواهر الكونية كان عدد أفراد الأسرة كبيرا ما دام الرابط الذى يجمعهم
واحدا، وهو يشبه العشيرة والقبيلة، وهؤلأ يعدون التزاوج من بعضهم تدنيسا
للقوة الإلهية المقدسة الحالة فى أجسادهم فكانوا يتزوجون من خارج أسرتهم. ثم
لغيرت نظرة الأ صل النسبى وانتقل من التوتمية إلى نظام الدم.
غير أنه كان لرئيس الأسرة أن يصيف إليها من شاء ولو لم يكن من قبيلته،
كما يخرج من شاء ولو من صلبه، فرب الأسرة حر التصرف فى هذا، وكان منه
نظام التبنى والاستلحاق، وكان هذا سائدا فى اليونان والرومان قد يما وعند عرب
إلجاهلية والعبرانيين القدامى، وكان للاسرة شخصية معنوية ومتضامنة، ثم ضاق
نطاق الأسرة بإبطال التبنى والإخراج والرق.
ويقولون: إن الحياة فى الأسرة تطورت، فكانت الحياة فيها قديما تقوم علي
الأ همية الاقتصادية وكفاية الأسرة لمطالبها، وكان فيها سيادة الرجل، وحمايتها
لأ فرادها بعامل الوفاء لكل العناصر الممثلة فيها، وكان للاسرة بيئة دينية ذات
طقوس وعبادات مفروضة. وكان الزواج مبكرا والطلاق نادرا، وكان الرجل يحب
الاستقرار فى البيت.
لكنها تطورت بتطور الحياة، فأصبحت الأسرة الآن مستهلكة لا منتجة
اللهم إلا فى الريف فهى منتجة أكثر منها معستهلكة، وتحرر الا! بناء من سلطة
الأسرة، وترك الرجل! زله كضيرا لكثرة أعماله، وقلت سيطرته على الأسرة وتركها
للمرأة * بل. أن المرأة خرجت من المنزل وعملت كالرجل وتركت الأولاد فى دور
الحضانة، وفقدت الأسرة كثيرا من مقوماتها الدينية، وكثر التوتر والانحلال،
وتحرر *الفرد كثيرا.
ثم تحدث العلماء عن عوامل التطور للأسرة. فقرروا أنها متفددة ومن
أهمفا:
1 - العامل المورفولوجى، ويظهر فى: (أ) انتقال الحياة الاجتماعية من
محلية إلى اجتماعية واسعة. (ب) نشأة المدن وهجرة السكان من الريف إليها.

الصفحة 60