كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
أ - الأسرة فى العهود البدائية (1) الأولى:
تحدثنا فى أصل نشأة الأسرة عن نظرة المعتقديبن فى الا! ديان وعن نظرة
غيرهم. وقد كا! ا، كما يعتقد أهل الا! ديان السماوية، أسرة ادم هى أول أسرة
ظهرت فى الوجود البضرى، ونتج عن زواج ادم بحواء ذرية تزاوجت وأنتجت
كثيرا، كما قال سبحانه: (يما أيها انس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نمس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء! و أ النساء: ا،.
وكان لهذه الأسرة فى حدودها الضيقة من الروابط ما تستطيع به تحقيق
رسالتها في الحياة.
ذلك أن الله سبحانه لم يشأ أن يترك عبده فى هذه الدنيا وحيدا ضالا دون
أن يضع له منارا يصتنير به فى علاقته الجنسية (2). وطريقا يسلكه فى جهاده المر
الذى تزداد مرارته كلما تذكر الحياة الناعمة الأولى التى كان لا يجوع فيها ولا
يعرى ولا يظ! فيها ولا يضحى. فاوحى الله إليه بما أوحى وشرع ما شرع، وطبق
تلك التعاليم على الأمة التى أرسل إليها. رما كاشا تعدو أولاده وما تناسل
منهم.
__________
(1) لفظ البدالية يعطى فى عرف الناس معنى التخلف الحضارى أو قلة عوامل التمدن.
وهو يطلق على العهود الأولى التى لم تكن تملك من وسائل الحضارة أو مظاهرها ما تملكه الان،
وكذلك على من يعيشون فى هذا العصر على هذا المس! توى. ولعله يكون من جهة اللغة مأخوذا من
" البداوة " بفتج الباء وكسرها، بمعنى الإقامة فى البادية، وهى ضد الحضارة، والتسمية الصحيحة
لها " بداوى " لكن الكلمة " بدالية ا) معربة عن الأ صل الأ فرنجى المأخوذ عن العربى، ويعنى حياة
البداوة. فى مقابل لفظ " سيفيليزاسيون " أى التمددي المتصل أو المنسوب إلى المد ينة فهى بمثابة
المصدر الصناعى.
(2) جاء فى كتاب كشف الغمة للشعرانى (% 2 ص 2 0 1) أن الله لما أهبط ادم من الجنة
وأهبط محه حواء لم يكن بينهما جماع فى الجنه، فكان كل واحد منهما ينام وحده حتى أتى
جبريل إلى آدم وأمره أن يأتى أهله، وعلمه كيف يأتيها، فلما أتاها جاء جبريل فقال لى:!
وجدت امرأتك؟ قال " صالحة إن شاء الله ".
وروى هذا على أنه حديث عن على مرفوعا إلى النبى عهدط، ولا اعلم يمنده، ولا
درجته الآن.
69