كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

الا! حيان مظاهر الطبيعة، ومن هذا التفرق والتباعد والاستقلال بعدت الهوة بين
الأ خلاق والعادات واللغات والا! لوان.
وعلى هذا وجدنا البدائيين لا يقدرون الأسرة حق قدرها، فهم ينظرون إلى
الزواج كاستجابة لداعى الغريزة الجنسية، وإلى التناسل كعملية بيولوجية لا
تستهدف غرضا ساميا فى الحياة، ولم تتمكن فيهم عاطفة الحب والتقدير لربة
المنزل، ولا عاطفة الحنو على الولد، أو الاحترام للوالد.
واستمرت تلك النزعات مورأ تة عدة أجيال طويلة حتى كان لها فى ظل
المدنية الحديثة أثر بارز فى كثير من سكان المعمورة ممن لم تصل إليهم يد
التهذيب، ولم تشرق عليهم شمس المدنية بدفئها الذى يذيب جليد البدائية
والجمود على العادات القد يمة.
يحدثنا " سبنسر" وغيره من علماء الاجتماع أن بعضا من سكان
" نيوزيلانده)) لا يحبون البنات بل يقتلونهن عند الولادة، وفاقوا عرب الجاهلية
فى ذلك بما لم يؤثر عن غيرهم من الشعوب المنحطة، فعمدوا فى كل خمس
سنوات أو ست إلى ذبح جميع أطفالهم ذكورا! اناثا إذا ولدوا فى سنة يتوقعون
فيها بؤسا، ويقومون بهذه المجزرة الرهيبة رابطى اث يق هادئى البال كأنهم لا يأتون
منكرا، وعند هجرتهم من مكان قحطوا أو هوجموا فيه يتركون ضعفاءهم
وأولادهم نهبا للجوع يفترسهم، وللعدو ينكل بهم.
وكما يقول بعض الكاتبين: لقد انحطوا بهذا عن درجة الحيوان الا! عجم،
فإن العصفور المسمى " هيروندل " له نظام خاص فى الهجرة، لا يترك ولده حتى
يراه مستكملا لجميع شرائط الحياة الاستقلالية.
كذلك يقول محمد ثابت عن الأسرة فى " كانو)) التى يسكنها " الهاوسا)):
مع تعصبهم للإسلام ومع وجود مسحة من الجمال فى الرجال والنساء، وبخاصة
العذارى منهن، تلبس النساء أردية تغطى ما تحت الثديين، والصدور عارية تلفت
النظر، خصوصا عند الطلأ بالبودرة.
71

الصفحة 71