كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

والتبنى سائغ فيهم، والعراف يحدد ساعة العقد خوف النحس، ومظاهر
الزفاف عندهم مذكورة -بمفى موضعها من هذا الكتاب، والطفل محبوب من
والديه، ولا تحتقر البنت، بل عند ولادتها يعلن أهلها عنها للاقارب والأ صدقاء
ليقدموا الهدايا، وقلما يبكى الطفل هناك، وتسلمه أمه لأ خوته يربطونه وراء
ظهورهم ويسيرون هكذا فى الضوأرع، ويقيمون للولد حفل ميلاد فى اليوم
الخامس من شهر مايو كل عام. وللبنت فى اليوم الثالث من مارس.
4 - واليونان وهى مهد التفكير الأ وروبى القديم عرفت قيمة الرابطة
الزوجية، حوالى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. على أساس أن الرجل والمرأة
شريكان فى تحمل الحياة داخل المنزل وخارجه، ولم يكن هناك - بادىء الأ مر-
دخل للعفاف فى تقدير قيمة المرأة، بل كانوا يحترمون العواهر.
وفى القرن الخامس قبل الميلاد نظمت اراء أفلاطون هذه العلاقة الزوجية،
فجعلت من حق كل رجل أن يختار زوجة له، على شريطة أن تكون من بلده،
والذى يحجم عن الزواج يعاقب بما يراه الحاكم الذى له من السلطة أ ن
يرغم الرجل على الزواج من نساء مخصوصات فقدن عائلهن أو ضاقت ذات
أ يلى يهن.
ولعل النضال المستمر بين الأ ثينيين والاسبرطيين كان له دخل فى تشجيع
الزواج للحاجة إلى النسل الذى يخوض غمار الحروب التى لا تكاد تخبو لها نار،
والمرأة التى لم تنجب بعد عشر سنين ينفسخ عقد زواجها من نفسه تلقائيا.
وقبل هذا العهد كان من حق الرجل أن يبيع أولاده أو يقتلهم. فأخذ هذا
الحق مظهرا آخر تحت تأثير الاراء الأ فلاطونية، وأعطى الرجل حق التبرؤ من
أولاده، لا أن يقتلهم، بضرط أن يرفع الأ مر إلى القضاء.
على أن الرجل كان منصرفا إلى الضئون السياسية والرياضية، بحكم
الظروف التى أث ته إلى ذلك، فلم يكن عنده من الوقت أو الأ همية ما يجعله
74

الصفحة 74