كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
فقدت الروابط بين أعضاء الأسرة، ورأينا الولد الأ كبر يرث أباه فى ملكيته لكل
ما فى البيت، حتى فى وضع يده على زوجة أبيه، كما فعل العرب فى الجاهلية.
ولما سقطت الجمهورية وتولى الأباطرة تلطفت تلك الحال. فحرم قتل
الأولاد وشدد فيه " كونستنتان " وإن بقى حق رمى ابنه عند ولادته. فقد كان من
طقوسهم أن الولد بعد أن يولد يوضع عند رجلى والده فإن أمر برفعه صار ابنه،
وإن سكت رمى فى جهة نائية حتى يموت أو يلقطه أحد المارة، وليس للام أية
شفاعة فى هذا الأ مر الشاذ، فهى مجردة عن الحقودتى، وبهذا فقدت لذة الأ مومة
وانصرفت لحياة الخلاعة والمجون، وخفف " كونستنتان " من حدة هذا الحق وهو
رمى الولد، وأبقى بيعه ساعة ميلاده فقط، وليس له بعد تربيته إلا حق التبرؤ منه
عند اقتضاء حالة فقر تضطره إلى ذلك.
يقول " جوستاف لوبون)): إن الفتاة عند الرومان ما كانت تستطيع أ ن
تتصل برجل واحد إلا إذا دخلت قبل ذلك فى حوزة القسيس! كزوجة أو أمة،
ويقول: إن التعاليم القد يمة كانت تأمر المرأة بأن تسلم نفسها لا! جنبى قبل الزواج.
وفى القرن السادس الميلادى جعل " جوستنيان " قصرا جميلا على البسفور
وأمر النساء البغيات بالرهبانية فلم يستطعن، وفر بعضهن وانتحر البعض الاخر،
لكنه لم ينفذ ذلك جديا، لا! نه هو نفسه تزوج بغيا وهى." تيودورا)). وفى بحث
الحجاب صور لتهتك المرأة الرومانية وقيام " كاتو " بحملة ضدهن فى القرن الثالث
قبل الميلاد.
3 - الأسرة فى الجزيرة العربية قبل الإسلام:
تحدث عنها القرآن حديثا مفصلا. ويعرف ذلك عند عرض النظام الذى
وضعه الإسلام للاسرة فى كل تفاصيله فلا داعى لذكره هنا.
وإلى جانب ما هو مذكور فى هذا الكتاب مما يوضح وضع الأسرة فى
الجاهلية يمكن الرجوع إلى كتاب الا! حوال الشخصية لمحمد الحسينى، والمرأة فى
القران للعقاد، والصديقة بنت الصديق له أيضا، وما كتبه أحمد خاكى عن المرأة
78