كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
ومن المؤسف أن بعض من ينتسبون إلى الإسلام أو يعيشون فى الدول
الإسلامية راجت فيهم تلك المظاهر الخليعة، ومارسوا ما تمارسه البيئات الأ جنبية
من مفاسد، من أجل الكسب المادى أو من أجل أغراض أخرى وراء ذلك،
وكانت بعض عواصم الدول العربية مباءة منتنة لهذا الفسق المتعدد الا لوان.
والإسلام على الرغم من أنه وضع أدق الا نظمة لسياسة الأسرة، التى أدت
دورها كاملا فى العصور الأولى، فإن غزو الا! فكار الا! جنبية، والسير السريع مع
ركب المدنية الحديثة، جعلا الناس يتحللون شيئا فشيئا من نظام الإسلام الذى لم
يفهموه حق الفهم. والذى ظنوه قيدا للحربة ثقيلا يحول. دون النهوض.
وأول ما دب الفساد إلى الأسرة المسلمة دب فى الدول التى وقعت تحت نير
الاستعمار، وذلك بدافع التقليد من الضعيف للقوى، بحمل القوى للضعيف
على اتباع تقاليده هو لمحو الشخصية الإسلامية، وربط الأ فكار والقلوب والعادات
بالدول الكبرى.
وكان الفساد يدب أولا إلى المدن الكبرى ثم إلى المدن الصغرى حتى وصل
إلى القرى وإلى أعماق الريف.
إن مركز الأسرة تابع لشعور المجتيم بالروح الدينية والخلقية، فكانت الأسرة
مثلا قوية فى عصر الخلفاء الراشدين، لكنها فى عصر العباسيين بدأ يدب إليها
الفساد، بما كان فى الدولة من ترف، ومن اثار تركتها عليها العناصر التى دخلت
فى الإسلام بأفكارها وحضاراتها.
والأسرة فى أوروبا فى العصور الوسطى كانت أحسن حالا منها الآن، وقوى
مركزها فى عصر المتطهرين فى انجلترا، ثم تلا ذلك انفجار فى التهتلث بعد عصر
النهضة، وعودة الملكية فى انجلترا، كما يقول أحمد خاكى، وتوضيح ذلك فى
بحث الحجاب ومركز المرأة فى المجتمع.
6 - الأسرة فى الجماعات المتأخرة فى العصر الحديت:
على الرغم من انتشار الحضارة والمدنية الان فإن بعضا من الشعوب ما تزال
82