كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

بعض قبائل كاليفورنيا بأمريكا الشمالية، فأنهم يختلطون كالبهائم والطيور، لا
يحفلون بقداسة هذه الرابطة، حتى خلت لغتهم من لفظة لها، وكيف يضعون
اسما لشئ أغنت طبيعتهم عن وضع اسم له يميزه؟ ولهذا لم يجد هؤلأ الرجال
عارا فى إكرام الصديق بتقديم الزوجة والبنات له مدة ضيافته، وذلك شأن قبائل
الاسكيمو ومتوحشى أمريكا وبعض قبائل بولينيزيا والسؤدان والحبشة، وله صورة
فى قبائل البوشمان، فإن الرواد نقلوا أن المرأة تستأذن زوجها فى الذهاب إلى رجل
تعاشره ثم تعود، ويعد ذلك من مكارم الأ خلاق عند الاسكيمو فى جزيرة
" جرونيلادا ".
يقول الأ ستاذ محمد جاد المولى: وكيف يستغرب هذا الإحساس وقد كان
شرعة الإنجليز قبل مائة سنة، حيث كان يجوز للرجل أن يبيع زوجته بثمن يقدر
بأربعة وعشرين مليما؟ (1).
وبمثل هذه النظرة للزوجة لم تقدس رابطة الزواج، بل عد السكان الأ صنيون
لاقليم " داريان " فى أمريكا أن من انحطاط الأ خلاق عند النساء أن ترد طلب
طالب، ومثل ذلك عند نساء " اندمان " فى اسيا، بل تفإخر قبائل ((الشيباش))
بأمريكا الوسطى بمغازلة الرجال لنسائهن، لأنه عنوان تقدير المرأة فى جمالها
وأنوثتها، وينفرون من البكر ويعدونها من سقط المتاع (2).
وجاء فى أهرام 18/ 2 1/ 959 1 أن المرأة فى الأ رجنتين تهتم بمعاكسة
الرجال، لأ نه دليل على الرغبة فيها ويرجى لها الزواج، فإن لم تظفر بمن يغازلها
عند خروجها عادت حزينة إلى بيتها، لذا تفكر الطفلة أول أمرها فى هذا قبل أ ن
تفكر فى الدرس والعلم، وحاولت " ايفا براون " منع هذه العادة فلم تستطع،
فالغزل عند المرأة أولا هو الأ هم، والزواج يكون فى المرتبة الثانية (3).
__________
(1) محمد المثل الكامل لجاد المولى ص99. (2) مجلة الأ زهر، المجلد الرابع ص 574.
(3) عندما ينقل هذا الكلام يظن القارئ أن كل النساء هناك كذلك، لكن نقلت صور
أخرى مضادة تجعل الإنسان يعتقد أنها عادات محلسة لا عامة، أنظر أو ل بحث الحجاب.
88

الصفحة 88