كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)
أصبعه السبابة، أو مثل هدبة الثوب، وأشار بأنملته أو قذاة من الا رض، وروى هذا
التفسير الأ خير مرفوعا إلى النبى كللاصه عن أبى هريرة " كل ابن آدم يلقى الله بذنب
يعذبه غليه إن شاء أو يرحمه، إلا يحيى بن زكريا، فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا
من الصالحين " ثم أهوى النبى إلى قذاة من الا! رض فأخذها وقال: وكان ذكره مثل
هذه القذاة ا هـ.
وقد نفى القاضى عياض هذا التفصير للحصور، وقال: إن المراد أنه كان
معصوما من الذنوب، او مانعا نفسه من الشهوات، ولا يمنع ذلك من تزويجه
بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن، بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء ذكريا
(رب هب لي من ئدنك ذرية طيبة! كانه قال: ولدا له ذرية ونسل وعقب.
لقد قيل إن يحيى لم يتزوج، وقيل إنه تزوج ولم يجامع. وحكمة زواجه
هذا قيل أنها لنيل الفضل وإقامة السنة، وقيل: لغض البصر، كما قاله أبو طالب
المكى فى كتابه " قوت القلوب " حيث قال: وروينا فى أخبار الأ نبياء أن يحيى بن
زكلريا تزوج امرأة ولم يكن يقربها قيل لغض البصر، ويقال للفضل فى ذلك كأنه
أراد أن يجمع الفضائل كلها، وقيل لاجل السنة اهـ. لكن هذا كله لا دليل
عليه.
وأما عيسى فرفعه الله، ولم يتزوج، وقيل: إنه سيتزوج عند نزوله آخر الزمان
ويولد له ويحج ويدفن مع النبى! الزبيدى على شرح الإحياء "، وكإن عدم
زواجهما لحكمة عظيمة، هى قطع سلسلة النسب الدينى من إسحق، إيذانا
بانتقال النبوة إلى فرع أخيه إسماعيل ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام.
(1) لقد كان الزواج عند اليهود هديا دينيا إلى جانب كونه سنة طبيعية.
فأقبلوا عليه تنفيذا لأ مر الله حتى يكثر عددهم ويتغلبوا على الجبارين ومن دعاهم
الله لقتالهم، ولعل مما يشير إلى ذلبن قوله تعالى: (وأمددظكم بأموال وبنين
وجطناكم أكثر نفيرا! أ الإسراء: 6،، وقد أكثروا من الزواج كثرة لم يكن لها
حد معين، كما سنوضحه فى بحث تعدد الزوجات، وكإن من أهم أغراضه كثرة