كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

3 - والرهبنة المصيحية قيل: إنها من ابتداع المسيحيين ولم يكونوا مسبوقين
بها، استنادا إلى قوله تعالى! الو ثم قفينا علئ اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم
وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب إلذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها
ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء ر فوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين 1 منوا
منهم أجرهم وكنير منهم فاسقون! أ الحد يد: 27،.
وقد نوقش هذا القول بأن التاريخ أثبت أنه كانت هناك رهبنة البوذيين قبل
الميلاد المسيحى جاء فى كتاب " الدامابادا " لبوذا قوله: الحب والشهوة يتولد
منهما الحزن والخوف، والرجل العاقل هو الذى يعيم! وحيدا، ففى الوحدة المتعة.
وقوله: خير للإنسان أن يقع بين فكى نمر مفترس أو تحت سيف الجلاد من أ ن
يساكن امرأة، ويحرك فى نفسه الشهوة. " مقارنات على منصور ص 52 1 نقلا
عن كتاب: الزرادشتية والبوذية والإسلام تأليف دارمي! تيتر. ص 2 2 1، 23 1،
34 1، 48 1)) وعند الرومان الذين كانوا يفرضون على العذارى عدم الزواج
ليتفرغن لخدمة النار المقدسة. وربما يرد على ذلك بأن تقرير الآية لابتداع
المسيحيين لها يراد به إنها لم تشرع فى دين سماوى من الله، وإن كانت موجودة
فى التشريعات الوضعية، بدليل قوله " ما كتبناها عليهم " فأوليتها عندهم
بالنسبة للتشريع الإلهى.
وقد يقال: إن الرهبنة كانت موجودة فى أواخر العهد اليهودى، التى حاول
((شنودة " فى كتابه " شريعة الزوجة الواحدة فى المسيحية " أن يجعلها قمة التدرج
فى الحد من تعدد الزوجات، فقد كان اليهود يعددون بلا حد، وترقوا فجعلوا
للتعدد حدودا، 3 جاءت مرحلة الزوجة الواحدة فى المسيحية، ودعا عيسى إلى
الترهب والتبتل، وكان اخر القديسين، من اليهود بتوليين مثل يسوع وايليا
وليشع ودانيال ويوحنا المعمدان. هكذا قال. وقال الدكتور " وستر مارك " أستاذ
علم الاجتماع بجامعة لندن والحجة، كما يقول العقاد، فى شئون الزواج على
اختلاف النظم الإنسانية: إن اليهود لم يفكروا فى الرهبنة إلا عند جماعة منهم
93

الصفحة 93