كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

قالوا له: نحن نكفيكم أنفسنا. فطلب بعضهم منه بناء صوامع لهم فى الفيافى،
وهم يعولون أنفسهم بالزراعة. وقال بعض: اجعلوا لنا أسطوانة ارفعونا فيها
واعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، ولا نرد عليكم، وقالت طائفة: دعونا فى
الأ رض، ونسيح، ونشرب كالوحولق فى البرية، فإذا قدرتم علينا فاقتلونا.
فمضى أولئك على منهاج عيسى، وخلف قوم من بعدهم ممن غير الكتاب
فقالوا: نسيح ونتعبد كما تعبد هؤلأ وهم على شركهم لا علم بإيمان مقدم من
الدين اقتدوا بهم، فذلك قوله تعالى " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"
ابتدعها هؤلأ الصالحون، فما رعوها أى المتأخرون.
وروى الكوفيون عن ابن ممسعود قال: قال رسول الله!! فيما قال لى:
". . هل تدرى من. أين اتخذ بنو إسرائيل الرهبانية "؟ فذكر قريبا من ذلك. ثم
قال " أثدرى ما رهبانية أمتى))؟ " الهجرة والجهاب والصوم والصلاة والحج والعمرة
والتكبير على التلاع " والتلاع جمع تلعة. وهى ما ارتفع من الأ رض وما انهبط.
وهو من الأ ضداد. وهذا الحديث - على فرض صحته - يثبحسا أن بنى إسرائيل
كانت فيهم رهبانية، وإن كانت قليلة بالنسبة لرهبانية النصارى.
وأما المستند الدينى لمشروعية الرهبنة عند المسيحيين فهو ما جاء عن
" بولس " الذى شرح البتولية، وهى أحد أركان الرهبنة على ما تقدم من تعريفها،
فى رسالته الأولى إلى أهل " كورنثوس)) كما فئ اصحاح 7، فكان من قوله:
حسن للرجل ألا يمس امرأة، أريد أن يكون جميع الناس كما أنا، أنت منفصل
عن المرأة فلا تطلب امرأة، أريد أن تكونوا بلاهم، غير المتزوج يهتم فيما للرب
كيف يرضى الرب، وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته.
بهذا النمتعلق الذين قالوا بمشروعية الرهبنة، التى اشتدت ممارستها مع
الانعزال فى الأ ديرة عند الاضطهاد الرومانى. وعززوا مشروعيتها بقولهم: إنها
شرف، حيث كان المسيح بتولا، وولد من أم بتول، وعمده وبشر به يوحنا
المعمدان، وهو بتول. كما عهد بأمه إلى رسول بتول هو يوحنا.
95

الصفحة 95