كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 1)

5 - وقد تحمس لمشروعية الرهبنة كثيرودن من أوائل المسيحيين تحت تأثير
نظرية الزهد فى الزواج، وقال " ساتورتيلس)) الغنوسطى: إدن إنجاب الأ طفال من
عمل الشيطالن، وهنا اعتبر الآباء إنكار النفس بالرهبنة نوعا من الامششهاد، وقوى
ذلك فى عصر قسطنطين، وتطرف ((ايرونيموس " فى مهاجمة الزواج وقال: إدن
الخالق لم يقل عن اليوم الثانى فى الخلق: أنه حسن، لالن العدد (2) يشير إلى
الزواج. وترهب فى ديرمنقطع ولكن خياله كالن يسرح مع الفتيات، كما فلسف
جماعة فكرة الرهبنة بجعلها أثر الشعور بالخطيئة الإنسانية الأولى، وبتصور أدن الله
يغار من صلة العبد بأحد سواه فى كل الأ حوال، فالشعور بالذنب ومحاولة
تكفيره، والتحمس الشديد للانقطاع دله، واعتبار الاتصال الجنسى شؤما ودنسا،
كل ذلك أملى عليهم هذا النوع من العبادة، وهو الرهبنة.
لقد تأسست فى القردن الثانى الميلادى جماعه برياسة " مارسيودن " حرمت
الزواج مطلقا على جميع اتباعها، ومن كالن متزوجا وأراد الأ نضمام اليهم فعليه
أدت يطلق زوجته (1). ونادى " سانت جيروم " وهو من رجال الكنيسة فى روما فى
القردت الرابع الميلادى بمثل ذلك وقال: لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة، إدت الله
سمح بالزواج فى بداية العالم، ولكن المسيح ومريم بقيا عذارى (2).
إدن الكنيسة الغربية فى روما أخذت بهذا المبدأ، واعتمدت على عبارة
لبولس فى العهد الجديد، وهم يعتبرودن تعاليم بولس كتعاليم المسيح ذاته، هذه
العبارة هى ألن الزواج هو السر الأ عظم، فأعطت لنفسها حق التشريع لهذا السر،
وأصدرت " القانون الكنسى " لمسائل الا! حوال الشخصية، وادعى البابوات
خلافتهم للمسيح وبولس، وأصدروا قرارات أوجبوا أتباعها.
وبسبب هذا الحق انقسمت المسيحية إلى كنائس خرجت على كنيسة
روما، فجاء الارثوذكس، ورفضوا الاعتراف برياسة البابا وقراراته. وبقرارات المجامع
__________
(1، 2) بول جيد فى كتابه المرأة فى القوانهب القد يمة والحد يثة ض 178.
96

الصفحة 96