كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

عن حارثة بن أبي الرجال -بالجيم- عن عمرة، عن عائشة.
والآخر: عن عبد الملك، عن شجاع بن الوليد ... إلى آخره.
وحارثة هذا مختلف فيه (¬1) وقد ذكرناه الآن.
ص: حدثنا علي بن معبد، قال: ثنا خالد بن عمرو الخراساني، قال: ثنا صالح ابن حسان، قال: ثنا عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصغي الأناء للهر ويتوضأ بفضله".
ش: صالح بن حسان النضري أبو الحارث المدني، ضعيف متروك، روى له أبو داود في "المراسيل" والترمذي وابن ماجه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬2): ثنا موسى، ثنا محمَّد بن المبارك، ثنا عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن داود بن صالح، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - عليه السلام - يصغي لها لإناء لتشرب ثم يتوضأ بفضلها- يعني الهرة".
قلت: رجاله موثقون.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب قوم إلى هذه الآثار فلم يروا بسؤر الهرِّ بأسا.
ش: أراد بالقوم: الشافعي ومالكا وأحمد والثوري والأوزاعي وإسحاق وأبا عُبيد.
وفي "المغني" لابن قدامة: السنور وما دونها في الخلقة كالفأرة وابن عرس ونحوهما من حشرات الأرض سؤرها طاهر يجوز شربه والوضوء به ولا يكره، وهذا قول كثير أهل العلم من الصحابة والتابعين من أهل المدينة والشام وأهل الكوفة وأصحاب الرأي إلَّا النعمان، فإنه كره الوضوء بسؤر الهرّ فإن فعل أجزأه. وروي عن ابن عمر أنه كرهه، وكذلك يحيى الأنصاري وابن أبي ليلى، وقال
¬__________
(¬1) انظر التعليق السابق، فهو متفق على تضعيفه.
(¬2) "المعجم الأوسط" (8/ 55 رقم 7949).

الصفحة 148