كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: "ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا ألتقى الختانان أيوجب الغسل؟ فقال أبو موسى: أنا آتيكم بعلم ذلك، فنهض وَتَبِعْتُه حتى أَتَى عائشة، فقال: يا أم المؤمنين، إني أُريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحي أن أسألك. قالت: فإنما أنا أمك. قال: إذا ألتقى الختانان أيجب الغسلُ؟ فقالت: كان رسول الله - عليه السلام - إذا التقى الختانان اغتسل".
ش: إسناده صحيح، وأبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (¬1): أنا أبو عبد الله، وأبو زكريا، وأبو بكر، قالوا: أنا أبو العباس، قال: أنا الربيع، قال: أنا الشافعي، قال: أنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: "أن أبا موسى الأشعري أتى عائشة أم المؤمنين فقال: لقد شق عليّ اختلاف أصحاب رسول الله - عليه السلام - في أمر إني لأُعظم أن أستقبلك به. فقالت: ما هو؟ ما كنت سائلا عنه أمك فَسَلْني عنه. فقال لها: الرجل يصيب أهله ثم يكسل ولا يُنزل. قالت: إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل. فقال أبو موسى: لا أسأل أحدا عن هذا بعدكِ أبدا".
قال الإِمام أحمد (¬2): هذا إسناد صحيح إلَّا أنه موقوف على عائشة.
وقال أبو عُمر (¬3): هذا الحديث موقوف في "الموطأ" (¬4) عند جماعة من رواته.
وروى موسى بن طارق وأبو قرة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد
¬__________
(¬1) "معرفة السنن والآثار" (1/ 259 رقم 250).
(¬2) هذا ليس الإمام أحمد بن حنبل، وإنما هو أحمد بن الحسين البيهقي صاحب "معرفة السنن والآثار" ولعله اشتبه على المؤلف: راجع "معرفة السنن والآثار".
(¬3) "التمهيد" (23/ 100).
(¬4) "موطأ مالك" (1/ 46 رقم 104) وعنه الشافعي في "مسنده" (1/ 158) وفي اختلاف الحديث له (1/ 90).

الصفحة 486