كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

ورواه البخاريّ في "تاريخه" (¬1): من وجه آخر: عن أبي نعيم، عن العلاء بن زهير، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود، قال: "كنت أدخل على عائشة - رضي الله عنها - بغير إذن وأنا غلام، حتى إذا احتلمت استأذنت ... " الحديث (¬2).
قوله: "إذا التقت المواسي" كناية عن التقاء الختانين؛ لأن الختان يكون بالمُوسَى، فذكرت المواسي وأرادت بها المواضع التي تختن بها، وهذه من أحسن الكلمات، حيث صدرت من امرأة عظيمة الشأن، لشاب أَوّل ما احتلم، وكلاهُما بصدد الحياء والخجل، فَخَاطَبَتْهُ بما يُفْهِمُه من غير ذكر لما يُسْتَحى منه، ونظير ذلك من الكناية: ما جاء في حديث عمر - رضي الله عنه - "أن يقتلوا من جرت عليه المواسي" (¬3) أراد به من نبتت عانته؛ لأن المواسي إنما تجري على مَنْ أَنْبتَ، والمواسي جمع مُوسَى. قال الجوهري: الموُسَى: ما يحلق به، ذكره في باب وَسَيَ؛ ليدل على أن ميمه زائدة، يقال: أوسى رأسه أي حَلقَ.
ص: حدثنا يُونَس، قال: ثنا ابنُ وهب، أن مالكا حدثه، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: "سألت عائشة - رضي الله عنها - ما يوجب الغسل؟ فقالت: إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغُسل".
ش: إسناده صحيح مصريّ ومدنيّ، وأبو النضر -بالنون والضاد المعجمة- واسمه سالم بن أبي أمية القرشي المدني.
وأبو سلمة: عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -
¬__________
(¬1) "التاريخ الكبير" (5/ 852).
(¬2) وأخرجه الدارقطني في "سننه" من طريق أبي نعيم عن العلاء ... إلى آخره بنحوه (2/ 189 رقم 41).
(¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/ 483 رقم 33119).
وكذا في (6/ 484 رقم 33129).
وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (9/ 198 رقم 18480). وغيرهم.

الصفحة 506