كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

وقال النسائي (¬1): أخبرنا [حميد بن مسعدة] (¬2) قال: ثنا بشر -وهو ابن المفضل- قال: ثنا حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة: "أن النبي - عليه السلام - لقيه في طريق من طرق المدينة وهو جنب فانسلَّ عنه فاغتسل ففقده النبي - عليه السلام - فلما جاء قال: أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله، إنك لقيتني وأنا جُنُب فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل. فقال: سبحان الله إنَّ المؤمن لا ينجس".
وقال ابن ماجه (¬3): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... إلي آخر ما رواه مسلم لأنهما كليهما أخرجاه عن ابن أبي شيبة، ولكن عند مسلم منقطع بين حميد وأبي رافع بينهما بكر بن عبد الله المزني (¬4)، وعند ابن ماجه موصول فافهم.
فإن قلت: قد قال الطحاوي أولًا: وقد رأينا أنه - عليه السلام - قال: "المؤمن لا ينجس".
ثم روى الحديث وفيه: "إن المسلم لا ينجس".
قلت: كلا اللفظين مروي كما ذكرناه [1/ ق -10 ب] وقال الترمذي: وفي الباب عن حذيفة وابن عباس - رضي الله عنهم -.
قلت: حديث حذيفة رواه أبو داود (¬5) عن مسدد، عن يحيي، عن مسعر، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة: "أن النبي - عليه السلام - لقيه فأهوى إليه فقال: إني جُنب. فقال: إنَّ المسلم ليس بنجس" (¬6).
¬__________
(¬1) "المجتبى" (1/ 145 رقم 269).
(¬2) في"الأصل، ك": "قتيبة بن سعيد"، وهو تحريف، والمثبت من "المجتبى" و"تحفة الأشراف"، ولم يذكر المزي في "تهذيبه": "قتيبه" فيمن روى عن بشر بن المفضل.
(¬3) "سنن ابن ماجه" (1/ 178 رقم 534).
(¬4) قال الحافظ في "النكت الظراف": "بكر بن عبد الله" في السند عند مسلم في أكثر النسخ من (م) وثبت في بعضها من رواية بعض المغاربة وكذا هي عندي بخط أبي الحسن المرادي الراوي عن الفراوي.
(¬5) "سنن أبي داود" (1/ 59 رقم230).
(¬6) في "سنن أبي داود": (لا ينجس).

الصفحة 75