كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

والأعرابي: هو الذي يسكن البادية، منسوب إلى الأعراب ساكني البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلَّا لحاجة، والعرب اسم لهذا الجنس من الناس، ولا واحد له من لفظه، وسواء أقام بالبادية أم المدن، والنسبة إليه عربي.
قوله: "أن يُصَبَّ" في محل النصب و"أن" مصدرية والتقدير بأن يصب أي أمر بصب ذنوب عليه، والذنوب -بفتح الذال المعجمة- الدلو العظيمة، وقيل: لا تسمى ذنوبا إلَّا إذا كان فيها ماء.
ص: حدثنا بذلك أبو بكرة، قال: ثنا عمر بن يونس اليمامي (من اليمامة) (¬1) قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال: ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ! فقال رسول الله - عليه السلام - "دعوه". فتركوه حتى بال، ثم إنَّ رسول الله - عليه السلام - دعاه (فقال) (¬2): "إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والعذرة، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن- قال عكرمة: أو كما قال رسول الله - عليه السلام - فأمر رجلًا (فجاء) (¬3) بدلو من ماء فسَنَّه عليه".
ش: أي حدثنا بحديث الأعرابي المذكور أبو بكرة بكَّار القاضي.
وعمر بن يونس بن القاسم الحنفي أبو حفص اليمامي، روى له الجماعة.
وعكرمة بن عمار العجلي اليمامي، روي له الجماعة؛ البخاري مستشهدا.
وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري المدني، روى له الجماعة.
¬__________
(¬1) ليست في "شرح معاني الآثار".
(¬2) في "شرح معاني الآثار": "فقال له".
(¬3) في "شرح معاني الآثار": "فجاءه".

الصفحة 82