كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 1)

النبي - عليه السلام -: خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه وأهريقوا على مكانه ماء" رواه عن موسى بن إسماعيل، نا جرير -يعني ابن حازم- قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث، عن عبد الله بن معقل به، وقال أبو داود: روي متصلًا ولا يصح (¬1).
والثانية: ما رواه عبد الرزاق (¬2) من حديث عمرو بن دينار، عن طاوس، وقد مرَّ عن قريب.
واعلم أن حديث الأعرابي رواه خمسة من الصحابة وهم أنس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبو هريرة وواثلة بن الأسقع - رضي الله عنهم - وقد أخرج الطحاوي حديثي أنس وابن مسعود وقد ذكرناهما مع بيان من أخرجهما أيضًا من الأئمة.
وأما حديث عبدالله بن عباس فرواه الطبراني في "الكبير" (¬3) وأبو يعلى في "مسنده" (¬4) والبزار في "مسنده" (¬5) بإسناد رجاله رجال "الصحيح" إلى ابن عباس أنه قال: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فبايعه ثم انصرف فقام (ففشخ) (¬6) فبال فهمَّ الناسُ به، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقطعوا على الرجل بوله. ثم دعا به فقال: ألست برجل مسلم؟ قال: بلى. قال: فما حملك على أن بُلتَ في المسجد؟ قال: والذي بعثك بالحق ما ظننت إلَّا أنه صعيد من الصعدات فبلت فيه. فأمر النبي - عليه السلام - بذنوب من ماء فصب على بوله".
¬__________
(¬1) لفظ أبي داود في "السنن": وهو مرسل، ابن معقل لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) "مصنف عبد الرزاق" (1/ 424 رقم 1660).
(¬3) "معجم الطبراني الكبير" (11/ 20 رقم 11552).
(¬4) "مسند أبي يعلى" (4/ 431 رقم 2557).
(¬5) في "الأصل، ك": في "سننه"، وقد ذكره الهيثمي في "كشف الأستار" (1/ 207 رقم 409)، والحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1/ 212) وقال: قال الشيخ: -أي الهيثمي- رجاله رجال "الصحيح" ثم تعقبه بقوله: لكن أبو أويس ضعيف؛ إنما أخرج له مسلم وحده متابعة.
(¬6) كذا في "الأصل، ك":" ففشخ" آخره خاء معجمة قبلها شين معجمة أيضًا، وعند الطبراني: "ففحج" بحاء مهملة بعدها جيم، وعند أبي يعلى: "ففشج" بشين معجمة بعدها جيم.

الصفحة 93