أصحابه، لا لقصد الفخر.
فإن قلت: السياقُ يقتضي تفضيلَه على المخاطبين فيما ذكر، وليس هو منهم قطعًا، فقد فُقد شرط استعمال (¬1) أفعل التفضيل مضافًا (¬2)؟
قلت: إنما قصدَ التفضيلَ على كل مَنْ سواه مطلقًا، لا على المضاف إليه وحده، والإضافة لمجرد التوضيح، فما ذكرتَه من الشرط هنا لاغٍ؛ إذ يجوز في هذا المعنى أن يضيفه (¬3) إلى جماعة [هو (¬4) أحدُهم؛ نحو: نبينا - صلى الله عليه وسلم - (¬5) هو أفضل قريش، وأن تضيفه إلى جماعة (¬6)] (¬7) من جنسه ليس داخلًا فيهم؛ نحو: يوسف أحسنُ إخوته، وأن تضيفه إلى غير جماعة؛ نحو: فلان أعلمُ بغدادَ؛ أي: أعلمُ ممن سواه، وهو مختص ببغداد؛ لأنها مسكنه أو (¬8) منشؤه.
* * *
باب: تفاضُلِ أهلِ الإيمانِ في الأعمالِ
21 - (22) - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنيِّ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ
¬__________
(¬1) في "ج": "الاستعمال".
(¬2) "مضافًا" ليست في "ج".
(¬3) في "ن": "يضيف".
(¬4) في "ع": "وهو".
(¬5) "- صلى الله عليه وسلم -" ليست في "ن".
(¬6) في "ع": "غير جماعة".
(¬7) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬8) في "ن": "و".