كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

إذا انبسطَتْ منه لإعطاءِ نائلٍ ... يمينٌ فثقْ أن اليسارَ مُيَسَّرُ
به جُزُراتُ الهندِ قد عَزَّ شأنُها ... فمقدارُها يعلو ويغلو ويَفْخَرُ
وما هي إِلا جَنَّةٌ منه حقُّها ... نعيمٌ ورضوانٌ من الله أكبرُ
أعز الله تعالى أنصاره، وأجزل للمهاجرين إليه مناره، ولا زالت أبوابه الشريفة حرمَ فضلٍ تجبى إليه ثمرات العلوم على اختلافها، وسماءَ كَرَمٍ تدرُّ سحبُها الحوافل فَتَرْضَعُ أنهارُ الضرورة من أَخْلافِها] (¬1).
ولم أُطِلِ النَّفَس في هذا الكتابَ، ولا مددتُ في كثير من أماكنه أَطنابَ الإِطناب، بل اقتصرتُ (¬2) فيه على ما هو (¬3) أهم، وهتكتُ بأنواره ما دَجا من المشكلات وادْلَهَمّ.
وسيعرف قدرَه مَنْ تصفَّحَه، وينظر المنصفُ (4 بعين الاستحسان إذا لمحه، ويعذرني حيث كتبتُه وجناحُ السفر 4) يحثُّني على الطيران، ومشقةُ الغربة وركوب البحر قد استقبلني منهما خطران، على أن باعي في جميع الفنون قصير، وإن حَلَّق غيري (¬5)، فأنا -واللهِ- من ذوي التقصير، ومن الله (¬6) أستمدُّ الإخلاص في القول والعمل، وإليه أرغبُ
¬__________
(¬1) ما بين قوسين زيادة من "ع"، وقد قال حاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 541): "ذكر أنه ألفه للسلطان أحمد شاه بن محمد مظفر من ملوك الهند"، مما يدل على اطلاعه على نسخة "ع"، وصحة ثبوت ذلك عنه.
(¬2) في "ج": اقتصر.
(¬3) "هو": زيادة من "ن".
(4) ما بينهما سقط من "ج".
(¬5) في "ن": "غير".
(¬6) في "ن" و "ع" زيادة: "سبحانه".

الصفحة 11