كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)
النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مَنْ كانَ فِي قَلْبهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نهرِ الْحَيَا، أَوِ الْحَيَاةِ -شَكَّ مَالِكٌ-، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي جَانِب السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيةً؟ ".
قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: "الْحَيَاةِ"، وَقَالَ: "خَرْدلٍ مِنْ خَيْرٍ".
(مثقال): وزن مقدر، والله (¬1) أعلمُ بتقديره.
(خردل): قال القاضي: حَبٌّ معلوم إذا صُنع بالزبيب، فهو الصِّناب (¬2) (¬3).
وفي "الصحاح": خَرْدلْتُ اللحمَ؛ أي: قطعته صغارًا -بالدال والذال (¬4) (¬5) -.
قال الخطابي: هذا مثل؛ ليكون عيارًا في المعرفة لا الوزن؛ لأن الإيمان ليس بجسم فيوزن (¬6).
[وقيل: يُجعل العملُ وهو عَرَضٌ في جسم (¬7) على قدره عند (¬8) الله، ثم يوزن.
¬__________
(¬1) في "ج": "الله".
(¬2) في "ن" و"ع": "بالزيت فهو الضباب".
(¬3) انظر: "مشارق الأنوار" (1/ 232).
(¬4) في "ع": "بالذال والدال".
(¬5) انظر: "الصحاح" (4/ 1684)، (مادة: خردل).
(¬6) انظر: "أعلام الحديث" (2/ 588).
(¬7) في "ن": "فرجت".
(¬8) "عند" ليست في "ج".
الصفحة 110