كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

(قال: الدين): فإن جعلنا السؤال جملة فعلية، فالنصب، وإن جعلناه اسمية (¬1)، فالرفع؛ أي: الذي أولته الدين؛ لتحصل بالمطابقة (¬2).
قال ابن المنير: وجه الآية فيه (¬3): أن الله تعالى فتح على يدي عمر (¬4) الفتوح (¬5)، ومَصَّر كثيرًا من الأمصار، ونشر الدين (¬6) في الأقطار، فكان ذلك مِصْداقًا (¬7) لهذه الرؤيا.
* * *

باب: الحياء من الإيمانِ
23 - (24) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ".
(يعظ أخاه في الحياء): -بالمد-؛ أي: يقبح له ارتكابه، ويخوفه منه؛ فإن كثرتَه عَجْزٌ.
¬__________
(¬1) في "ج": "جعلناه فعلية".
(¬2) في "ن" و"ع": "المطابقة".
(¬3) في "ن": "وجه الآية التأويل فيه"، وفي "ع": "وجه التأويل فيه".
(¬4) في "ن" زيادة: "رضي الله عنه".
(¬5) "الفتوح" ليست في "ج".
(¬6) في "ن": "الدواوين".
(¬7) في "ج": "مصدقًا".

الصفحة 113