كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

(رجلًا هو أعجبهم إليّ): يقال: هو جعيل بن سراقة، وفي "مغاري" الواقدي: ما يدل على ذلك.
(لأَراه مؤمنًا): قال النووي: بفتح (¬1) الهمزة، ولا يجوز ضمها، على أن يُجعل بمعنى أظن؛ لأنه قال: ثم غلبني ما أعلم منه (¬2).
وقال القرطبي: الرواية -بالضم- بمعنى أظنه، وهو منه حلف على ظنه، ولم ينكر عليه (¬3).
قال ابن المنير: لو خرج قولُ سعد مخرجَ الشهادة، ما أنكر عليه بتُّ القول (¬4) بأنه مؤمن، بل على الشاهد أن يبت (¬5) شهادته في التزكية، وهي أشد من الإيمان؛ لأنها إيمان وعدالة، وإنما خرج مخرج المدح لصاحبه، والتوسلِ له في طلب العطاء، فلذا نوقش في لفظه.
(أوْ مسلمًا): -بإسكان الواو-.
قال (¬6) الزركشي: على الإضراب عن قوله، والحكم بالظاهر؛ كأنه (¬7) قال: بل مسلمًا، ولا يقطع بإيمانه؛ فإن الباطن لا يعلمه إلا الله (¬8).
¬__________
(¬1) في "ع" و"ج": "هو بفتح".
(¬2) انظر: "شرح النووي على مسلم" (2/ 181).
(¬3) انظر: "المفهم" للقرطبي (1/ 367).
(¬4) في "ع": "ما أنكر عليه من القول".
(¬5) في "ن" و"ع": "يثبت".
(¬6) في "ع": "وقال".
(¬7) في "م" و"ج": "فإنه".
(¬8) انظر: "التنقيح" (1/ 35).

الصفحة 119