كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

قلت: سيبويه يراها للإضراب بشرطين: تقدم نفي أو نهي، وإعادة العامل؛ نحو: ما قام زيد، أو ما قام عمرو، ولا يقم زيد، أو (¬1) لا يقم عمرٌو، وكلاهما في الحديث منتفٍ، نعم الكوفيون وبعض البصريين يرونها للإضراب مطلقًا، وعليه يتأتى ما قاله الزركشي.
ويمكن جعلُها للشك عند الجميع، والمعنى: قل: لأراه (¬2) مؤمنًا أو مسلمًا، أرشده بذلك إلى التعبير بعبارة سالمة عن الحرج؛ إذ لا بتَّ فيها بأمر باطن لا يطلع عليه.
(يَكبه): -بفتح الياء- مضارع كَبَّه: إذا ألقاه، وهو متعدٍّ بدون الهمزة، فإذا جاءت، صار لازمًا، يقال: أكبَّ الرجلُ، على العكس مما هو معروف.
* * *

باب: إِفْشَاءُ السَّلاَمِ مِنَ الإِسْلامِ
وَقَالَ عَمَّارٌ: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ، فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.
(وقال عمار: ثلاثٌ من جمعهنَّ، فقد جمع الإيمان): رواه البغوي في "شرح السنة" عن عمار مرفوعًا (¬3)، كذا في ابن الملقن (¬4).
¬__________
(¬1) في "ج": "و".
(¬2) في "ن": "لا نراه"، وفي "ع": "لا أراه".
(¬3) ذكره البغوي في "شرح السنة" (12/ 361) موقوفًا على عمار رضي الله عنه.
ورفعه ضعيف، انظر: "تغليق التعليق" لابن حجر (2/ 38).
(¬4) انظر: "التوضيح" (2/ 657).

الصفحة 120