الحدَّ، وإن كان أبواه (¬1) كافرين؛ كقوله لحرٍّ مسلمٍ ابنِ كافرين: يا بن الزنا! لا يقال: الزنا في هذه الصورة لا يعدو الكافرين؛ لأنا نقول بتأذي (¬2) الحر المسلم في نسبه، فهو كمباشرته بالقذف، وقد حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه آذاه حين عيره بأمه. انتهى.
وفيه نظر، وأنكر ابن قتيبة تعديةَ عَيَّرَ بالباء، والحديثُ يردُّ عليه.
(إخوانكم خولكم): -بالنصب (¬3) -؛ أي: احفظوا، ويجوز الرفع على معنى: هم إخوانُكم.
قال أبو البقاء: والنصبُ أجودُ (¬4).
وتعقبه الزركشي: بأن البخاري رواه في كتاب "حسن الخلق": "هم إخوانُكم"، فيترجح به الرفع (¬5).
و (الخَوَل): - بفتح الخاء المعجمة والواو-: حَشَمُ الرجل وأتباعُه، واحدُهم خائِلٌ.
* * *
باب: ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ
(باب: ظلم دون ظلم): معناه كالباب الذي قبله: أن تمام العمل بالإيمان، وأن المعاصي تُنقصه، ولا تُخرج صاحبَها إلى الكفر.
¬__________
(¬1) في "ج": "أباه".
(¬2) في "ع": "يتأذى".
(¬3) "بالنصب" ليست في "ج".
(¬4) انظر: "إعراب الحديث" له (ص: 168).
(¬5) انظر: "التنقيح" (1/ 36).